الحدث الذي اهتمت له الصحف في الفترة التي تلت النصف الثاني من شهر رمضان لعام 1363ه/1944م هو تأسيس «مدرسة ترشيح المعلمات المسلمات» وقد كتب الأستاذ عثمان الكعاك آنذاك مقالا عنونه ب«مدرسة ترشيح المعلمات المسلمات»، ذكر في بدايته (المقال) نص الخبر أو البلاغ وأرفقه بتحليل سنوافيكم بالمقال كاملا على حلقات، وفيما يلي الحلقة الاولى. الحادث الثقافي الكبير الذي حدث في هذا الاسبوع والذي نعتبره عطفة جديدة في هيئة التعليم واعداد المرأة التونسية هو تأسيس فرع لترشيح المعلمات المسلمات. سرنا هذا التأسيس سرورا عظيما لاسيما وقد كتبنا بهذه الصحيفة الغراء وبغيرها من الصحف عن مدرسة ترشيح المعلمين المسلمين ووجوب اردافها بمدرسة ترشيح للمعلمات المسلمات. ومن أمعن النظر في هذا التأسيس اتضحت له أهميته لأول وهلة فإننا نحتاج الى تعليم البنت التونسية لتكون اما صالحة ورئيسة منزل مقتدرة وعضوا صالحا في المجتمع. ونحتاج الى تعليمها العربية وأصول دينها على الخصوص اذ بدون تعليم الدين الاسلامي والاخلاق الحميدة وحفظ نصيب من القرآن الكريم والحديث الشريف ومعرفة سيرة السلف والتمكن من اللغة وآدابها لا تستطيع الفتاة التونسية ان تخدم منزلها وتعد النشأ الصالح وتنفع الامة. وبعد تقرير هذه الحقائق الاولية الضرورية نقف أمام عقبة كؤود نحتار في اجتيازها وهي: من أين لنا المعلمات الصالحات لهذه المدرسة؟ وقد فكرنا أولا في اعداد اطار من الفتيات المترددات على مدرسة العطارين وبالفعل تحصلت جماعة منهن على البروفي والديبلوم العربيتين. ولكن هذا حل مؤقت ولابد من ايجاد مدرسة ترشيح للفتيات المسلمات وبهذه الكيفية أدركت الادارة وجوب احداث هذه المدرسة وأصدرت في الصحافة بلاغا نحلله في هذه السطور. جاء في البلاغ : «وقع بمدرسة ترشيح المعلمات احداث قسم عبر عنه بالقسم الاسلامي للتلميذات المعلمات باللغتين». (يتبع)