وذرف : من عبق خفايا ذكريات شهر رمضان الماضية في وذرف نتجول في ثنايا عادات وتقاليد الأهالي الاجتماعية والثقافية حيث يذكر السيد محمد محمد بن عبدا& أن الوذارفة يستعدون لاستقبال رمضان قبل حلوله بأيام فيبادرون بتنظيف مختلف أركان المنزل وخزن الدقيق والقديد والتمر وسميد القمح. وقبل يوم من موعد هذا الشهر الفضيل وهو ما يمونه ايضا بيوم «القرش» تشرع عديد العائلات في الاحتفال الفعلي برمضان وبهذه المناسبة لا تردد في شراء اللحم ويكون هذا اليوم مخصصا للأكل والشرب وكثيرا ما يردد الاهالي «اليوم قرش وغدوة طويان» اي أنهم يغدقون على أنفسهم ما طاب وذل من المأكولات ومن الغد يشرعون في الصوم امتثالا & تعالى. وحول أجواء رمضان في وذرف يتحدث ضيفنا قائلا ان لهذا الشهر نكهته الخاصة في ربوع وذرف فيحتفل الاهالي فيه أحسن احتفال طيلة أيامه بإحياء لياليه داخل المساجد والجوامع كما يتميز ايضا بتبادل الزيارات الليلية بين الأقارب لتتواصل السهرات الى غاية موعد السحور. ومن العادات التي مازالت مرسخة لدى أهالي وذرف في دعوة المتساكنين الى ضرورة الاستعداد لموعد السحور تجوال المسحراتي او ما يطلق عليه «طبال السحور» داخل أروقة المدينة حيث يشرع في قرع الطبل ضمن لحن متميز يخص به شهر رمضان معلنا على حلول وقت السحور وعادة ما يجوب هذا المسحراتي كافة أزقة وشوارع وذرف. وعلى ايقاع النقرات تستعد المرأة الوذرفية لاعداد أكلة «العيش» او ما يسمى بالعصيدة وغالبا ما تكون هذه العصيدة ب«المرقة» او بزيت الزيتون والسكر وتحرص أغلب الأسر على تناول الوجبة على العصيدة خلال فترة السحور من كل ليلة. وانطلاقا من يوم ليلة السابع والعشرين من رمضان تحرص كل العائلات الوذرفية على تقديم الطعام لأطفال القرية الفقراء وتبادل بعضه مع الأقارب. وكان أطفال القرية يطرقون أبواب المنازل طلبا في الحصول على الطعام والشراب وإن وجد هؤلاء الأطفال ضالتهم فيسارعون بالصياح وترديد: «هاذي دار بوبشير فيها القمح والشعير» وكان الناس يفرحون بهذه الكلمات ويتفاءلون بها خيرا.