اشتهرالعرب في صقلية بالشعر، لكن التجربة الشعرية في صقلية كانت متأثرة بأفريقية إذ تأثرت صقلية بأفريقية اكثر من تأثرها بالمشرق العربي وكان تأثير المشرق يتم عبر إفريقية وخاصة المدرسة النقدية التي أسس لها ابن رشيق وابن شرف إذ كان لظهور كتاب «العمدة» صدى واسع في إفريقية وفي صقلية وكذلك «الأنموذج» و«قراضة الذهب» و«إعلام الكلام» لابن شرف وقد لخصا ابن شرف وابن رشيق كل ما سبقهما من تجارب نقدية وتحولت نظرية ابن رشيق التي شرحها في كتابه الشهير « العمدة» طموح كل شعراء القيروان إذ اصبحت مقاييس الجودة في الشعر هي محاذاة ابو تمام في الاستعارة او موسيقى البحتري. وعرفت صقلية شاعرين من اكبر الشعراء وهما ابن رشيق وابن حمديس إذ برع ابن رشيق في تشكيل معان جديدة انطلاقا من معان قديمة وردت عند غيره فاللبنات الاولى في بناء ابن رشيق وابن حمديس مأخوذة عن المشرق العربي وهذا ما جعل من التجربة الشعرية لصقلية وإفريقية ضعيفة ليس لأنها غرقت في التقليد فقط بل لخلو الشعر الصقلي من التعبير عن التحولات التاريخية التي عاشتها الجزيرة إذ يفتقر الصراع بين المذاهب الذي ميز تاريخ صقلية وخاصة بين السنة والشيعة كما كان الشعر الصقلي قاصرا عن تصوير تقلبات الصقليين إذ لم يعبر الشعر عن شئ من هذا.
وأوضح الصور التي عبر عنها الشعر الصقلي صورتان تمثلان جانبي الصراع في حياة المدينة وهي ميزة عامة للشعر العربي منذ العصر العباسي إذ انقسمت الحياة بين التقاة والمتصوفة الذين يدعون الناس الى التخلي عن ملذات الدنيا ويخيفونهمً من عذاب القبر وبين المدمنين على ملذات الحياة والملاحظ في الشعر الصقلي انه كان يفتقر الى شعر الغزل وكانت شخصية المرأة فيه مبهمة ومن اشهر شعراء صقلية ابن رشيق وابن حمديس وابن الخياط وابن ابي البشر وأبو العرب الصقلي وعبد الحليم الصقلي وأبو عبدالله ابن الطوبي.