تتميز أجواء رمضان بالزراوة القديمة بطابع اجتماعي وديني حيث تحرص العائلات على مزيد تمتين صلة التراحم والتقارب بينها. وحول العادات الغذائية المميزة في هذا الشهر الفضيل يذكر السيد رمضان زيادة أن ربّات البيوت حافظت على إعداد أكلات تقليدية ذات قيمة غذائية من ذلك أن مائدة الإفطار تجمع ين الدشيشة والزميطة وكسكسي القمح والغلال الجافة كالشريحة وحسب منتوج كل موسم فلاحي كما أن إعداد أكلة السحور يتركز على «المفوف» بالتمر والزيت أو السمن. ويضيف محدثنا أنه من السمات الاجتماعية التي تتقاسمها أغلب العائلات الزروية تبادل ما يتم إعداده من أكلات غذائية في المنزل بين العائلات فلا تتردّد ربّات البيوت في إرسال مما يتم طبخه الى الجيران والأقارب. وحول السهرات الرمضانية يتحدث السيد عيسى بلغيث قائلا انه على إثر أداء صلاة العشاء والتراويح يلتقي الرجال عند إحدى دكاكين القرية حيث يحلق الحضور حول موقد الشاي فيتجاذبون الحديث حول شواغل القرية اليومية بالاضافة الى تبادل الحكايات والنكت كما يتولى بهذه المناسبة أحد الحاضرين إعداد الشاي وتوزيعه من حين لاخر على السامرين ويؤكد ضيفنا أن مثل هذه السهرات يغيب عنها لعب الورق أو «الديمينو» فليس من عادات الروي الخوض في مثل هذه الألعاب المسلية محافظة على احترام الجميع، فيما تجتمع النساء في احدى البيوت لقضاء السهرة في خدمة بعضهن البعض ضمن الأعمال المنزلية التي تعرف بالرغاطة في مجال صناعة المنسوجات الصوفية أو إعداد العولة إذ نادرا ما نجد امرأة لوحدها تعمل في تحويل الصوف مثلا وكذلك بقية الأعمال الأخرى. وعن فطرة العيد يذكر السيد عيسى بلغيث أنها توزع خلال آخر يوم من شهر رمضان حيث يتولى أحد شيوخ القرية حمل أكياس الشعير على دابة وتمكين مستحقيها من هذه المادة الغذائية بإيصالها الى منازلهم.