وقد قسّم محمود مقديش الحديث عن صفاقس الى أربعة أبواب: الباب الأول في ذكر وضعها ووصف معالمها: السور والأبواب والمياه والأودية والفسقية والفنادق. الباب الثاني في ذكر ولاّتها من عهد الصنهاجيين الى الحسينيين مرورا بدولة بني حفص ووصف الاحداث التاريخية بها. الباب الثالث في ما وقع لصفاقس من الحروب في العصور المتأخرة ووصف تعاون أهل صفاقس على صناعة السفن وبذلهم الأموال لانشاء المراكب. الباب الرابع في ذكر علمائها وصلاّحها وأوليائها منذ الفتح الاسلامي الى عهد المؤلف وعددهم كثير. وقد اهتم الاغالبة بتعمير صفاقس، فبنوا الجامع الكبير والسور بالطوب والطين، والرباط بسعي من الأمام سحنون حين ولّى ابنه بالرضاعة علي بن سالم قضاء صفاقس. وفي العهد الصنهاجي ازدهرت الحياة ازدهارا كبيرا بصفاقس خاصة الحياة الادبية ويذكر ابن رشيق في «أنموذج الزمان» عددا منهم وبالأخص علي بن حبيب التنوخي، ومعز بن تميم الغزاري، قال عنه ابن رشيق: «هو شاعر حسن الطريقة» وأورد له نماذج من شعره. أما في العهد الحفصي فقد ترجمنا في كتابنا «الحياة الادبية بتونس في العهد الحفصي لأدباء وعلماء برزوا في صفاقس خاصة في ميدان اللغة والنحو نذكر منهم العالمين الاخوين برهان الدين وشمس الدين. أما برهان الدين الصفاقسي النحوي اللغوي فهو عالم البيان والمعاني، والفقيه الحافظ للفروع والأصول، اشتهر بكتابه «المجيد في أعراب القرآن المجيد» في أربعة مجلدات، كان يدرّسه بالقاهرة.