وكانت بالمهدية منذ بنائها حركة أدبية وفكرية مهمة، وكان لها علماء وأدباء، وشعراء كبار ترجمنا لهم في كتابنا «الحياة الادبية بتونس في العهد الحفصي» وحين تأسست الدولة الحفصية أثروا الحياة الأدبية بالعاصمة بالتدريس والتأليف والمجالس الأدبية السلطانية وغيرها نذكر منهم أحمد اللياني الذي كان يضرب به المثل في الإدارة والأدب، وعثمان بن عربية وابن الخباز قاضي الجماعة بتونس الذي قال عنه المستنصر بالله: «ما سألني الله عن أمور الأمة بعد ان قدمت للأحكام الشرعية محمد بن الخباز» ومنهم أبو القاسم بن البرا الذي ألب السلطان الحفصي على الولي أبي الحسن الشاذلي، ومنهم أبو زكرياء البرقي وغيرهم (انظر ترجماتهم في كتابنا المذكور). ولا غرابة ان ينشأ في العهد الحفصي جيل كبير من الأدباء والعلماء فقد ازدهرت الآداب والعلوم في المهدية قبل هذا العهد، ونشير الى كتب أدبية خاصة لعلمائها وأدبائها وشعرائها برزوا في العهد الصنهاجي نذكر منها كتاب ابن رشيق «الروضة الموشية في شعراء المهدية» وهو كتاب ضائع، وكتاب ابن بشرون المهدوي: «المختار من النظم والنثر لأفاضل اهل العصر» وكتاب عماد الدين الاصفهاني «خريدة القصر وجريدة العصر».
وكان للمهدية دور مجيد في تاريخ الحركة الوطنية نذكر من رجالها محمد البشير صفر، له كتيب عنها قام بتعريبه عن الفرنسية قال عنها: «قد كانت في السالف قاعدة البلاد، وقد ازدهرت بحضارة ذات بال، واكتسبت عظمة ليس وراءها عظمة وانضمت في سلك الحواضر الماجدة».