تحت شعار «الهجرة والمهاجرون... واقع وآفاق» نظمت جمعية التنمية المحلية بأوتيك الجديدة من معتمدية أوتيك ندوة شارك فيها الى جانب أعضاء الجمعية العديد من أطراف المجتمع المدني وثلة من مواطنينا بالخارج. كما استدعي اليها السيد عبد الكريم كتار المندوب الجهوي لديوان التونسيين بالخارج ببنزرت والرائد النخلي الزلفاني من مركز الديوانة ببنزرت . وقد تطرق الحضور خلال هذه الندوة التي تعتبر الاولى من نوعها في معتمدية أوتيك رغم العدد الهائل من المهاجرين بهذه الربوع الى العديد من المحاور ابرزها ظاهرة الهجرة بنوعيها الهجرة المنظمة والهجرة السرية وأهم أسبابها ودوافعها والتي يعلمها العموم والتي تلتقي في هدف واحد وهوتحسين ظروف العيش للمهاجر من خلال البحث عن مورد رزق يحقق به ما يصبو اليه من احلام وطموحات. وقد توقف الحضور عند تفاقم هذه الظاهرة خلال السنين الاخيرة واتفق الجميع على ان اهم دافع هوانعدام مواطن الشغل بالبلاد واللهث وراء الكسب السريع حتى ولوكان على حساب كرامة الفرد وقد خلص المشاركون الى ان الحل في القضاء على هذه الظاهرة ظاهرة الهجرة السرية يكمن في تحمل الدولة لمسؤولياتها من خلال توفير مواطن الشغل والتشجيع على بعث المشاريع الصغرى وضرورة توعية الشباب بخطورة ما يقدمون عليه من خلال بعض الحملات الاعلامية والاشهارية مع ضرورة تكثيف الحملات الامنية على سواحلنا.
كما توقف الحضور عند محور اخر لا يقل اهمية عن سابقه وهوالواقع المعيش للمهاجرين وذلك من خلال شهادات حية من بعض المهاجرين الذين اقروا بتغير الوضع في اوروبا مقارنة بما مضى وذلك نتيجة الازمات الاقتصادية التي مرت وتمر بها أغلب هذه البلدان الى جانب الظرف الاجتماعي والنفسي الذي يمرون به وقد وجه المتحدثون رسائل صريحة الى الشباب الراغب في التحول الى اوروبا بالطرق القانونية وغير القانونية ومن هنا جاء الحديث عن ضرورة تركيز خلية متابعة لهؤلاء الشباب والاصغاء اليهم وتوجيههم بكل مراكز معتمديات الجمهورية بالتنسيق مع اطراف المجتمع المدني وهياكل الشؤون الاجتماعية.
ومن هنا جاء المحور الثالث ألا وهو الاحاطة بالمهاجرين بالخارج عند عودتهم الى ارض الوطن إذ قدم من خلاله السيد المندوب الجهوي ما قام ويقوم به ديوان التونسيين بالخارج من خدمات للمهاجرين وقد اجمع المتدخلون على ضرورة تركيز جمعيات للدفاع عن المهاجرين في المهجر ليكون هيكلا اخر الى جانب الهياكل الموجودة والمعروفة الى جانب ضرورة العناية بتعليم ابنائهم والاستثمار في ذلك.. أما العنصر الرابع والاخير والذي اخذ فيه الرائد النخلي الزلفاني الحيز الاكبر لتوضيح العديد من المسائل خاصة القرارات الاخيرة والتي دخلت حيز التنفيذ منذ جويلية 2012 والاجابة عن تساؤلات الحضور من المهاجرين وكذلك ابرز العراقيل التي تعترضهم عند عودتهم الى ارض الوطن.
وفي ختام هذه الندوة خلص الحضور وخاصة اعضاء جمعية التنمية المحلية بأوتيك الجديدة الى ضرورة احداث لجنة متابعة لأحوال المهاجرين داخل الجمعية والاستماع الى مشاغلهم والتدخل لفائدتهم عند اصطدامهم ببعض العراقيل كما اكد المشاركون على ضرورة تمكين ابناء المهاجرين من دروس صيفية لتعليم اللغة العربية بالجهة وايجاد بعض الحلول للترفيه عنهم...