لا تزال خارطة الخدمات الإدارية في حاجة ماسة إلى إصلاحات جذرية، فحال عديد المعتمديات في ولاية صفاقس لا يزال كما هو على مستوى الخدمات التي لا تزال بطيئة وحتى رديئة في ظل تواصل النسيان والتجاهل وسياسة المركزية. فالمتابع لأداء المرافق العمومية المعنية بخدمة المواطن في عموم معتمديات عاصمة الجنوب يلاحظ بوضوح تعثر الخدمات لا بسبب تقصير الموظفين والأعوان بل بسبب غياب الخدمات الأساسية كالتأمين على المرض (الكنام) ومكاتب الصوناد والستاغ ومكاتب التشغيل عن أغلب معتمديات صفاقس مقابل تركزها في مركز الولاية مما ضاعف معاناة المواطن البسيط المعني بها والذي سيكون دائما مجبرا على التنقل والتعب والإنفاق علاوة على وجود مشكل الاكتظاظ في المرافق العمومية بصفاقس .
فالعديد من سكان معتمديات صفاقس لا زالوا يعانون بعد المرافق والخدمات و حتى يخف عنهم العناء وتتنفس مدينة المليون ساكن الصعداء فهي تختنق يوميا فالحل في تعميم المرافق والإدارات والبنوك على كامل المعتمديات.وعلى ذكر الخدمات البنكية رجانا العديد من حرفاء البنك الوطني الفلاحي بعقارب أن نبلغ صدى معاناتهم إلى الجهات المعنية بحكم ما يعرفه هذا الفرع البنكي الوحيد بالجهة من ازدحام واكتظاظ خلال فترات الذروة عند تنزيل الرواتب وخصوصا في فصل الصيف. والمعروف أن عقارب تضم منطقة صناعية تشغل الآلاف أغلبهم حرفاء لهذا الفرع البنكي علاوة على الموظفين وتجار الجهة.
والحقيقة أن أعوان هذا الفرع البنكي وبشهادة أغلب حرفائه غير مقصرين بتاتا في إسداء مختلف الخدمات الموكولة لهم بل يبذلون مجهودات واضحة لإرضاء الحرفاء إلا أن النقص في الموظفين وتمتع بعضهم بحق العطل أثّر في سير العمل وسبب الاكتظاظ وتعطيل الناس، مما جعل العديد يطالبون بتعزيز الإطار العامل بهذا الفرع من جهة ولم لا تعزيز خارطة الخدمات بعقارب بفروع بنكية إضافية خصوصا وأن المدينة تعرف نهضة عمرانية وحراكا تجاريا واقتصاديا واضحا. من جهة أخرى يعرف مكتب بريد عقارب بدوره نفس مشاكل الفرع البنكي ورغم الوعود بتعزيز أعوانه والحديث عن توسعته لا يزال كما هو، في المقابل لا زال الأهالي بانتظار مشروع «دار الخدمات» التي وعدت بها السلط الجهوية أبناء عقارب لتقريب الخدمات وتشغيل بعض المعطلين.
فهذا المشروع إن تحقق سيكون حلا ناجعا لأزمة الخدمات على غرار دار الخدمات بصفاقس الكبرى فالمقر موجود ولا ينتظر إلا تحسينات بسيطة وهو المقر السابق للجامعة الدستورية الذي بقي حتى الآن غير مستغل ومهجور منذ حرقه إبان الثورة إذ يمكن أن يكون مجمعا خدماتيا كبيرا لكبر مساحته وموقعه الممتاز في قلب مدينة عقارب.