منذ التسعينات تمّ غلق الطابق الأول للمكتبة العمومية بمنزل تميم بسبب نقص الأعوان والمكتبيين، فهذه المكتبة العريقة لا تضم سوى نفر قليل، فاضافة الى أمين المكتبة (وهو بالمناسبة على أبواب التقاعد) لا نجد سوى عونا واحدا، ومن ثمة فمن المستحيل عليهما أن يديرا المكتبة بطابقيها الأرضي والأول. والأدهى أن المكتبة مثلما علمنا تتوافر على أجهزة حاسوب وقسم أنترنيت، ولكنها لم تشتغل الا مرات تعدّ على أصابع اليد الواحدة... والسبب المتكرر هو فقدان الأعوان الذين يتولون تنشيط هذا القسم من المكتبة.
وبتوجّهنا الى أمين المكتبة الحالي، واستفسارنا عن هذا النقص الفادح في الأعوان، أفادنا بأنه تقدم في أكثر من مرة بمراسلات في الغرض، ولكن الوزارة ومنذ سنين صمّت آذانها عن الأمر وصرفت النظر عن انتداب أعوان مكتبة والحال أنّ خرّيجي المعهد العالي للتوثيق، من أبناء الجهة وغيرهم، يملأون طوابير أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل.
فالرجاء من السيد وزير الثقافة المحترم، وقد زار مهرجان الموسيقيين الهواة بمنزل تميم في دورته الأخيرة، وشجّع هذا القطاع في هذه الجهة، أن يوجّه لدراسة امكانية اضافة بعض الأعوان المكتبيين وانتدابهم بصفة قارة لكي ينشّطوا مكتبة منزل تميم سواء في قسم الشباب (من تلاميذ المرحلة الاعدادية والأولى ثانوي) أو في قسم الأنترنيت والمكتبة الافتراضية، فالمكتبة في حاجة الى مكتبيين وأبناؤنا في حاجة الى مؤطّرين ومنشّطين، لكي لا تبقى رفوف الكتب يعلوها غُبار سنيّن الثقافة المهمّشة، والحال أنّنا في مسار ثوريّ نستبشر منه طلائعية دور المثقّف، ولا يكون ذلك ممكنا الا بإعطاء الكتاب والمكتبات المنزلة التي تستحقّ، ولا نظنّ أن الدكتور مهدي المبروك وسائر موظّفي الوزارة تُعوزهم الأفكار الناجعة لخدمة هذا القطاع الحيوي...