تحتوي وحدة الأغالبة بالقيروان على أقسام العيادات الخارجية والاستعجالي والجراحة العامة وجراحة العظام والعيون والأنف والحنجرة وغيرها. وتعاني من نقائص في التجهيزات والاطار كما تعاني من حالة عنف متبادل داخل الوحدات الصحية فمن يحمي المرضى والإطار الطبي؟ عندما تدخل القسم تلاحظ اكتظاظا كبيرا من قبل المرضى ومرافقيهم وعيادات ملغومة بالطوابير. وحركية كبيرة وبعض الفوضى هنا وهناك. الاطار الصحي هنا يشتكي والمريض يشتكي والحالة غير سارة.
يستقبل قسم الإستعجالي يوميا ما بين 100 و 150 مريضا الى جانب مرافقيهم. وأمام ضيق المساحة التى لا تتسع لهذا العدد، تحصل حالات اضطراب وحالات عنف طالت الإطار الطبي.
وهذا القسم يفتقر الى عديد من التجهيزات. فهو لا يحتوي على جهاز سكانار إضافة الى نقص الإطار الطبي وشبه الطبي. وهو ما يتسبب في بطء الخدمات وبالتالي يوتر العلاقة بين الاطار والمريض ومرافقيه الذين يردون الفعل بسبب المعاملة (سيئة حسب قول بعضهم). حيث أبرز المواطن أحمد الرزقي من حاجب العيون أن جودة الخدمات المقدمة هنا انحدرت إلى أدنى المستويات وأن المريض هنا يعاني الويلات بسبب عدم الاهتمام به.
كما ولد الضغط الكبير المسلط على أقسام العيادات عديد المشاكل بين المريض والإطارين الطبي وشبه الطبي وجعلهم يشتغلون في ظروف صعبة ويتعرضون للعنف والمضايقة. فالأمر أصبح بمثابة الكابوس وأمام هذه الفوضى والحالة المزرية للمستشفى»حسب الدكتور محمد رويس رئيس قسم الإستعجالي بوحدة الأغالبة، مبينا أن هذا القسم هو من أكثر أقسام الإستعجالي حيوية واكتظاظا في الجمهورية.
وأبرز أن المشكل يكمن في الهندسة المعمارية للقسم والتي أدت إلى تضييق المكان كما أكد أنه لا يخفى على أحد أن هذا القسم يتوسط أقسام العيادات الخارجية وهو ما يتنافى مع قرار الوزارة بضرورة الفصل بين قسم الإستعجالي وأقسام العيادات ووجوده هناك يمثل عبءا كبيرا على المريض والإطار الطبي وشبه الطبي.
فاستعمال الأشعة (خارج مبنى الاستعجالي) مثلا من قبل كل الأقسام يجعل من مريض قسم الإستعجالي ينتظر لساعات ليأتيه الدور إذا أضفنا إلى ذلك عدد المرضى الذين يتم إستقبالهم والذي يصل إلى 300 مريض كل صباح إضافة إلى مرافقي المرضى حيث يؤم عيادات المستشفى بين 1800 و 2000 مريض يوميا وهو ما يجعل الوضع لا يطاق.
وأكد أن المستشفى إستقبل سنة 2011 ما يقارب ثمانية وعشرين ألف مريض ورغم الطلبات المرفوعة للوزارة بضرورة التوسيع إلا أنه لم يقع حتى هذه اللحظة أي إجراء.
الدكتور محمد الخراط رئيس قسم الإنعاش أكد أن الإطار الطبي وشبه الطبي تعرض لعديد الإعتداءات اللفظية ووصل الحد إلى تهشيم بلور النوافذ وأكد أن الإطارين الطبي وشبه الطبي يراعيان دائما الحالة النفسية للمريض والمرافق ولا يردون العنف كما أكد الدكتور على ضرورة تفهم المواطن للضغط الكبير على الأطباء والعيادات. ودعا الى توفير التجهيزات اللازمة لقسم الانعاش الذي يشهد نقصا في عدد الاسرة ونقصا في الالات الطبية.
كما بين أحمد العفلي ممرض بقسم الإستعجالي أن المشاكل تتلخص في عدم إحترام المواطن للطبيب والإدارة والإطار شبه الطبي وعدم إحترام الإجراءات القانونية والإدارية مثل دفع المعلوم إضافة إلى نقص التجهيزات والحالة النفسية الصعبة للإطار شبه الطبي مما أجبر الكثيرين على تقديم مطالب نقل من المستشفى ومن قسم إلى قسم باعتبار أن القسم إستقبل 3200 حالة حوادث و 3300 مريض خلال الشهر الحالي.