مع اقتراب الموسم الرياضي 2011/2012 من محطته الاخيرة رغم أنه تمطط وطال واستطال أكثر من اللازم بدأت حرب الاشاعات تستعر فيما يخص صراعي التتويج وتفادي النزول خاصة أن التشويق فرض سلطانه هذا الموسم على مجريات سباق البطولة. اذ لأول مرة منذ مواسم عديدة يتشارك فريقان في طليعة الترتيب وهما الترجي والنادي البنزرتي ليتجاوز صراعهما على اللقب اطار الميادين ليصبح على صفحات الجرائد والمواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية بل حتى في ردهات القصر الرئاسي بقرطاج. في كل هذه الأماكن أخذ الصراع شكل سجال في اطلاق الاشاعات فمن قائل ان الترجي ترك ليبري يلتحق بالنادي الصفاقسي حتى يستبسل عند مواجهته لقرش الشمال غدا الى قائل ان هيئة ال«سي.آ. بي» وعدت لاعبي مستقبل المرسى بمنح ملكية اذا حرموا الترجي من الفوز عليهم غدا وآخر ما صدر في هذا الإطار ان النادي البنزرتي دخل في مفاوضات مع المدرب الحالي للأولمبي الباجي مختار العرفاوي حتى يستميله ليتساهل في لقاء «اللقالق» وأبناء الكنزاري بعد جولتين. هذا طبعا دون الحديث عن شراء ذمم الحكام او اللاعبين الى غير ذلك من الأحاديث التي تصم آذاننا وتصيبنا بالقرف مع نهاية كل موسم.
الغريب في المسألة انه في أمثالنا العامية هنالك مثل يقول: «العظمة ما تقول طق كان فيها شق» لكن في كل موسم نسمع هذه «الطق» ولا نرى لل«شق» أثرا.. فهل هي الجريمة الكاملة في مجال الرشوة الرياضية عندنا حيث لا يترك الراشي والمرتشي اي أثر وراءهما يستدل به عن جرمهما أم أن المسألة لا تعدو ان تكون بنات أفكار «إذاعة قالوا»؟!
هذه الظاهرة تتكرر مع كل موسم وان كانت قبل الثورة لها ما يبررها أمام التداخل بين السياسة والكرة فإنها الآن غير مفهومة بالمرة أمام علوية القانون والشفافية التي نريدها سائدة في كل الميادين خاصة ان تداعيات مثل هذه الاشاعات على ردود أفعال الجماهير كبيرة التي لا يمكن التحكم في طريقة تصرفها اذا أحست بظلم مسلط على نواديها.. فهل من حل جذري يقطع مع هذه الظاهرة او يضرب بقوة على يد مطلقها لأنها مدخل للفتنة والتي أجمع كل العقلاء على لعن من يوقظها.