دخلت امس مدينة منزل بوزيان في إضراب عام دعا له المكتب المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل بعد اجتماعه مساء اول امس احتجاجا على ما تبع اعتصام قرية العمران من مداهمات واعتقالات بالجملة طالت مجموعة من الاهالي ونقابيين. هذا الاضراب يأتي للمطالبة بإطلاق سراح كل الموقوفين وايقاف التتبعات العدلية. ووفقا لما افادنا به مصدر نقابي فان الاضراب كان ناجحا بنسبة 100% نتيجة استجابة كافة الاهالي لنداء الاضراب هذا وقد خرجت مسيرة حاشدة انطلقت من امام مقر الاتحاد المحلي للاتحاد العام التونسي للشغل جابت شوارع مدينة منزل بوزيان رفعت خلالها شعارات تطالب بإسقاط الحكومة واقالة الوالي وللإشارة فإن ما شهدته قرية العمران في الفترة الاخيرة من احتجاجات سلمية واعتصام الاهالي للمطالبة بالتنمية والتشغيل تبعها تدخل امني استعمل فيه الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع واسفر عن ايقاف 18 شخصا وجرح عدد آخر اثناء المداهمات. حملة الاعتقالات هذه دفعت بالأهالي الى الانتفاض ازاء الاعتداءات الحاصلة وقد ساندت بقية مناطق جهة سيدي بوزيد اهالي منزل بوزيان من خلال مسيرات مساندة في عدد من المعتمديات اضافة الى تحول قافلة مساندة من سيدي بوزيد تضم عددا من الحقوقيين والنشطاء السياسيين. وقد قررت النقابة الجهوية للتعليم الثانوي والنقابة الجهوية للقيمين والاداريين والعملة على المستوى الجهوي الدخول في اضراب كامل يوم الاثنين 1 اكتوبر للمطالبة بإطلاق سراح النقابيين وكافة الموقوفين. وقد افاد نفس المصدر ان كل الموقوفين دخلوا في اضراب جوع احتجاجا على طريقة ايقافهم وظروف اعتقالهم بما انهم كانوا يطالبون بحقوقهم المشروعة والمتمثلة في التنمية والتشغيل واكد نفس المصدر الى ان الموقوف السيد عبد السلام حيدوري عضوالنقابة الجهوية للتعليم الثانوي تم نقله الى المستشفى المحلي بأولاد حفوز نتيجة تعكر حالته الصحية وهو رهن الايقاف. «الشروق» حاولت رصد اراء اهالي الجهة والتقت السيد الجمعي حيدوري نقابي الذي اوضح ان حالة الاحتقان هذه كانت نتيجة رفض السلط المعنية لمطالب اهالي قرية العمران وواجهت مطالبهم باستعمال العنف من طرف قوات الامن وبالاعتقالات لعدد من شباب ومناضلي الجهة الذين بفضلهم تربعت الحكومة على كراسي الحكم مستغلة نفوذها لقمع كل تحرك يطالب بالحق في التنمية العادلة وفي التشغيل متلما هوحال اهالي منزل بوزيان وأضاف السيد الجمعي ان الكل في منزل بوزيان متمسك بمطالب الجهة المشروعة وبإطلاق سراح كافة المعتقلين مع رد الاعتبار لكل منطقة محرومة من خلال منحها حقها في التنمية العادلة والتشغيل وختم السيد الحيدوري ان الإضراب العام الذي شهد نسبة نجاح قياسية والمسيرة الضخمة لأهالي منزل بوزيان ليست سوى مؤشرا لغضب الاهالي من الخيارات التنموية للحكومة وانتهاجها الحل الامني. هذا وقد اصدر حزب الوطنيين الديمقراطيين بيانا يساند فيه اهالي منطقة العمران من معتمدية منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد جاء فيه انه امام تصاعد وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية في سيدي بوزيد فإن الحزب يعتبر ان المعالجة الامنية والملاحقات والتتبعات العدلية التي طالت المناضلين تعبر عن الفشل الذريع للسلط الجهوية ومن ورائها حكومة الالتفاف على الثورة في فتح الملفات التنموية العادلة بالجهة ويعتبر البيان إيقاف المناضلين بجهة منزل بوزيان محاولة يائسة لضرب كل نفس ثوري بالجهة. كما ان احالة عدد من الموقوفين من قرية العمران بتهمة تكوين وفاق واحتجاز رهينة هوجزء من برنامج السلطة الجهوية لزرع الخوف في نفوس الشباب الثائر من اجل الشغل والحرية والكرامية الوطنية. واضاف البيان ان ما يحدث في قرية العمران هومؤشر خطير على التوتر والاحتقان الذي يسري في كل مناطق ولاية سيدي بوزيد داعيا كل القوى التقدمية من احزاب سياسية ومنظمات وجمعيات الى رص الصفوف والانتباه الى ما يتربص بالجهة والوطن من اخطار قد تعصف بما تركه الشهداء من وصايا.