كثيرون لا يعرفون حقيقة الميزانيات المالية المرصودة للمدارس الابتدائية وعددها في تونس 4500 مدرسة لكن الحقيقة ستكون مفزعة عندما نعرف أن وزارة التربية ترصد للمدارس الابتدائية ميزانية مالية بحساب 750 مليما عن كل تلميذ سنويا. مما جعل ميزانيات الكثير من المدارس واعتمادا على عدد التلاميذ الدارسين فيها لا تتجاوز ال 100 دينار أما المدارس الكبرى فإن الميزانية التي ترصد لها لا تتجاوز في كل الحالات 350 دينارا سنويا.
وهنا نسأل وزارة التربية كيف يمكن تسيير مدرسة بهذه الميزانية الحقيرة ألم يكن من الأجدى مراجعة الأمر بصفة مستعجلة. هذا الوضع المالي الصعب التي تعيشه مدارسنا الابتدائية جعل مديري المدارس يعتمدون على تبرعات وهبات الأولياءلتأمين حاجيات المدرسة خاصة وأن الميزانية التي ترصدها الوزارة لا تكفي لشراء مواد التنظيف للمدرسة فما بالك بنفقاتها الأخرى.
لهذه الأسباب نجد مدارسنا الابتدائية في وضع صعب لأنها ببساطة مؤسسات يتم تسييرها دون اعتمادات مالية كافية. ويرى الكثير من المديرين ان الوضعية اذا استمرت على هذه الحالة فإن المدرسة الابتدائية التونسية ستكون عاجزة على الاستمرار علما أن المدرسة الابتدائية التونسية هي الوحيدة في العالم التي لا تقدم أية خدمة تكميلية أو ثانوية للتلميذ سوى تقديم الدرس داخل قاعات أغلبها تحتاج إلى الصيانة وتفتقد إلى التجهيزات التعليمية التي نراها في مدارس البلدان الأخرى.