عبرت أكثر من 100 غرفة تابعة لاتحاد الأعراف في اجتماع عقد مؤخرا عن موقفها من مفاوضات الزيادة في الأجور والأعباء الكبيرة التي تعانيها المؤسسة الاقتصادية التونسية . «الشروق» تنشر النص الذي صدر عن اجتماع الغرف: عبر رؤساء الغرف الوطنية القطاعية المعنية بنظام الاتفاقيات القطاعية المشتركة (أكثر من 100 غرفة) ورؤساء الجامعات القطاعية، المجتمعون يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، عن انشغالهم العميق بالمناخ العام الذي تنشط فيه المؤسسة التونسية اليوم.
وأكدوا أنه في الوقت الذي تكابد فيه هياكل الاتحاد مشقة التوفيق بين تلبية مطالب الزيادة في الأجور وتحسين الوضع المادي للعملة في القطاع الخاص وبين مجابهة الصعوبات الناتجة بالخصوص عن الكساد الاقتصادي وانكماش الطلب على مستوى السوق الأروبية التي تمثل الشريك الاقتصادي الأساسي لبلادنا، فإنها فوجئت بزيادات مدهشة ومتواترة تزامنت مع فترة التفاوض وشملت أسعار المحروقات (البنزين، القزوال والزيت الثقيل) وتعريفة الكهرباء (+8 ٪)والزيادات المتواصلة في أسعار المواد الأولية، إلى جانب الترفيع في نسبة الفائدة في السوق النقدية.
وبينوا أن هذه الزيادات تشكل عبءا على المؤسسة الاقتصادية يحد من قدرتها على الاستجابة لمطالب الزيادة في الأجور بالنسب المطروحة كما أنها أصبحت تشكل هاجسا كبيرا لما يمكن أن تصاحبها من تأثيرات كبيرة على مردوديتها وعلى قدراتها التنافسية، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة لا على المؤسسة فحسب بل على الاقتصاد الوطني بشكل عام، وطالبوا، في هذا الصدد، بضرورة مراجعة هذه الأعباء المفروضة على المؤسسة، والتي أصبحت تثقل كاهلها بشكل كبير.
وجدد المجتمعون التزامهم بمبدإ الزيادة في الأجور مشددين على ضرورة مراعاة خصوصية هذا الظرف الذي تعيش فيه المؤسسة، والأخذ بعين الاعتبار لهذه التطورات الأخيرة، كما أكدوا على ضرورة التوافق في إقرار زيادة معقولة في الأجور بما يضمن تحسين المستوى الاجتماعي للعاملين ويحافظ على القدرة التنافسية للمؤسسة حتى تتمكن من المحافظة على مواطن الشغل الموجودة.
وأكد المجتمعون، في السياق ذاته، على ضرورة مراجعة منوال التأجير وسياسة الأجور للسنوات المقبلة بشكل يتماشى مع تطورات الوضع الاقتصادي والاجتماعي العام ومع تطورات المحيط الذي تعيش فيه المؤسسة الاقتصادية، مؤكدين على أنهم لن يقبلوا الدخول مستقبلا في جولة قادمة من مفاوضات الزيادة في الأجور ما لم يتم فتح هذا الملف في القريب العاجل.