منذ إنشائها عام 1981 تعرضت «شركة الصناعات الميكانيكية المغاربية» بالقيروان إلى عدة أزمات جعلتها تنقطع عن الإنتاج منذ 2002 وتسرح المئات من العمال قبل أن تستأنف نشاطها. وتقع الشركة بالمنطقة الصناعية طريق تونس وتمتد على مساحة 50 هكتارا. وشهدت مؤخرا تحركات احتجاجية للعمال المسرّحين الذين طالبوا بتسوية وضعيتهم المهنيّة بينما طالب مدير الشركة وزير الصناعة اثناء زيارته إلى القيروان ولقائه برجال الاعمال بدعمه ومساعدته.
وقد عقدت ندوة صحفية مؤخرا بمقر المؤسسة بمناسبة استئناف نشاطها وانتداب العشرات من العمال. وأفاد حمادي العتروس المدير العام «اسيزو» ل«الشروق» ان المعمل انطلق فعليا في الانتاج فكان له الوقع الإيجابي على سائر الشركات كشركة «ستيب» والمصانع التكميلية ذات العلاقة بصناعة السيارات والتي تأثرت اقتصاديا بعد توقف مؤسسته عن الإنتاج منذ 10 سنوات نتيجة صعوبات مالية مر بها حيث ينتظر أن يتحسن مردودها الاقتصادي والتجاري. وبين أن الفائدة سترجع للجميع من عمال وشركات والإدارة.
كما تحدث عن المشاكل التي تعرضت اليها الشركة في العهد السابق. وذكر انه قبل 1987 كان القانون يمنع بيع السيارات الجاهزة في تونس ثمّ بدأ تنقيح القانون إلى ان أصبحت العائلة الحاكمة تملك شركات منافسة له وتضايقه مستغلين نفوذهم وقتها وبعد ان كان يشغل في حدود 720 عاملا تقلص إلى ان اصبح في حدود 120 عاملا نتيجة نفس الصعوبات ثم اضطر إلى تسريحهم.
وقال انه تم الاتفاق بمقر وزارة الصناعة خلال جلسة صلحية بين ممثلي العمال وإدارة الشركة ترأسها وزير الصناعة خصصت للنظر في الإشكاليات المطروحة بين الطرفين والتي تتعلق بالأساس بفك الاعتصام الذي يعطل نشاط الشركة التي تشكو بعض الصعوبات الاقتصادية والتفاوض حول استحقاقات العملة الذين سيقع تسريحهم بالتراضي.
وقد توجت هذه الجلسة بتوقيع محضر اتفاق مرضي للطرفين بعد مفاوضات وتجاذبات دامت أسابيع. وقال انه «يتأسف لما حصل للشركة والعمال في العهد السابق».
كما بيّن العربي بن مبروك مدير الشركة أن الإدارة أقرّت انتداب 500 عامل عن طريق مكتب للتشغيل منهم 230 عاملا باشروا عملهم بصورة فعلية. مبينا أن الانتدابات متواصلة وان هناك استعانة بأكفاء جاؤوا من المقر الاجتماعي للشركة بالشرقية (العاصمة) قصد تمكين العمال الجدد من طريقة العمل وسيركز مستقبلا تركيب سيارات تجارية أخرى وهي «اوبيل» وهذا ما أكده الطاهر العتروس.
ممثلين عن البنوك والشركات المرتبطة تجاريا بهذه المؤسسة حضروا للإطلاع على عمل المؤسّسة ومعاينة أجنحته الممتدة على مساحة 50 هكتارا وتمت معاينة بعض الشاحنات الجاهزة وغير الجاهزة والمحرّكات ومختلف الخدمات.
التقت «الشروق» ببعض العمال والفنيين الذين عبّروا عن فرحتهم بإيجاد عمل في هذه الشركة بعد بطالة طويلة وأكدوا أن جميع حقوقهم الاجتماعية مضمونة ورواتبهم مقبولة، معبرين عن استعدادهم للوقوف إلى جانب الشركة في رفع مردود إنتاجها بكل جهد وإخلاص.
آفاق... وتصدير
كما اشار المدير العام انه سيتم انتاج 8 سيارات يوميا مبدئيا ومن المتوقع ان يصل إلى 25 سيارة خفيفة و20 شاحنة ثقيلة في القريب العاجل. والى جانب الطلب المحلي تمّ الاتفاق ايضا على تصدير بعض الأنواع نحو لبنان والجزائر والمغرب ومن المحتمل أن يرتفع عدد العمال والإطارات والفنيين وأوضح أنه سيشرع خلال السنة القادمة في صناعة الحافلات الصغيرة.
كما أشار إلى أن استئناف نشاط الشركة كان بفضل تضافر الجهود توفر مناخ سليم سيعود بالفائدة على جهة القيروان.
وزار ممثلون عن البنوك والشركات المرتبطة تجاريا بهذه المؤسسة للإطلاع على المصنع بعد عودته إلى العمل ومعاينة أجنحته الممتدة على مساحة 50 هكتارا. وينتظر بعض الحرفاء إنتاج أوّل دفعة من أجل اقتنائها نظرا للسّمعة الطيبة للمؤسسة وجودة منتجاتها.