قال مصدر سياسي عربي رفيع المستوى زار واشنطن مؤخرا ان العاصمة الأمريكية تشهد موجة من التساؤلات حول نجاعة سياسة الرئيس الأمريكي أوباما تجاه دول «الربيع العربي». وأشار المصدر إلى أنه صادف خلال زيارته الأسبوع الماضي للولايات المتحدة تحفظات من شخصيات أمريكية داخل البيت الأبيض على طريقة إدارة الحكومات الجديدة للأوضاع داخل مصر وتونس وليبيا.
وأشار السياسي الرفيع الى أنه فهم رسالة أمريكية فحواها أن الإخوان المسلمين لم يقابلوا الدعم الأمريكي بالشكر، ولم يسهموا في تهدئة الجماهير المتوثبة في الشوارع المحيطة بالسفارات الأمريكية بل على العكس كانت قيادات إخوانية تدفع بشباب من منتسبي الحركات الإسلامية إلى أتون الغضب ضد الولاياتالمتحدة.
وأضاف السياسي العربي أن الأمريكيين يعلمون جيدا أن الإخوان يستخدمون جماعات تدعي السلفية أو تظهر على أنها ضمن التوجه السلفي لتصفية حساباتها ضد مناوئيها. ليردف قائلا : «ووصل الأمر إلى أن حركة النهضة في تونس طلبت من مجاميع «سلفية» المظهر التوجه للمشاركة في الاحتجاجات ضد السفارة الأمريكية أثناء أزمة الفيلم الذي حاول الإساءة للرسول وان وزارة الداخلية التي تقبع تحت سلطتها كانت تعلم جيدا أن الفوضى والعنف سيستخدمان ضد السفارة الأمريكية لكنها غضت الطرف.» وأشار السياسي العربي القادم للتو من واشنطن ونيويورك إلى أن الإخوان المسلمين في بنغازي كانوا أيضا وراء الستار في أحداث الهجوم على القنصلية الأمريكية وقتل السفير الأمريكي هناك، وأنهم من طلبوا من مجموعة سلفية متشددة التوجه للاحتجاج ولم يسمحوا للسلطات الليبية بالتدخل لحماية القنصلية.
وأوضح السياسي العربي أن واشنطن قلقة من الدعم القطري للحركات الإسلامية وأنها طلبت من قطر التوقف عن توزيع الأموال على حركات متطرفة في ليبيا وسوريا وتونس ومصر. وأشار إلى أن الطلب الأمريكي قوبل بإيجاب قطري لكن واشنطن متشككة في تنفيذ هذا الطلب.
وقال السياسي العربي أن واشنطن تتحدث عن فشل ذريع لدى الأنظمة الجديدة التي تحكم تونس ومصر وليبيا في الاستجابة للتحديات الاقتصادية وأن نتائج مسح جماهيري للرأي يتم تداوله داخل الإدارة الأمريكية يتحدث عن ان التونسيين يهتمون كثيرا بالأداء الاقتصادي أكثر من المسائل الثقافية الخلافية التي تركز عليها حركة النهضة. وتوقع السياسي العربي أن تزور وزيرة الخارجية الأمريكية قطر قريبا للقاء المسؤولين هناك والتشديد على إيقاف الدعم المالي والمعنوي للإخوان وعدم التدخل في اللعبة السياسية المحلية وخاصة في ليبيا التي تعتقد واشنطن أنها مهمة لضمان الاستقرار وتدفق النفط وعدم وقوع العائدات في أيد متشددة.