اضراب سواق نقل تونس أمس احتجاجا على إيقاف أحد زملائهم خلف استياء كبيرا في صفوف المواطنين الذين تعطلت مصالحهم وعجزوا عن الالتحاق بمقرات عملهم فاختلفت طرق احتجاجهم تنديدا بهذا الإجراء «المباغت» منتقدين اتحاد الشغل. طوابير طويلة من المواطنين أرهقهم الوقوف في محطات النقل العمومي وآخرون عجزوا عن الالتحاق بمقرات عملهم وقضاء شؤونهم فخيّر بعضهم الترجل فيما التزم البعض الآخر مكانه عله يظفر بوسيلة نقل تنقذه مما هو عليه... ذلك هو الحال أمس بالعاصمة بعد إضراب أعوان شركة نقل تونس الذي أثار غضب المواطنين الذي نددوا بهذا الاجراء «المباغت» الذي أربك حالة النقل وخلق حالة من الفوضى العارمة في صفوف كافة مستعملي النقل العمومي فتجمع عدد كبير منهم في ساحة الجمهورية فيما تحول البعض الآخر إلى مقر الاتحاد العام التونسي للشغل للتعبير عن غضبه هناك والاحتجاج على هذا الاجراء الذي لم يأخذ بعين الاعتبار مصلحة المواطن الذي دفع فاتورة ذنب لم يرتكبه مثل كل مرة على حد تعبير أحدهم.
استنكار
التشنج والغضب جمعا بين كافة من استجوبناهم لرصد انطباعاتهم حول هذا الاضراب الذي لقي استنكار الجميع بغض النظر عن الأسباب التي أدت إليه حيث أكد عمر مهيري أن نزيف الاضرابات التي شهدتها قطاعات عدة في الآونة الأخيرة من شأنه أن يعمق من أزمة البلاد مضيفا أن عددا كبيرا من مستعملي النقل العمومي غير قادر على دفع أجرة التاكسي وفي الوقت ذاته مضطر لقضاء شؤونه وقال إن الأطراف النقابية كان عليها مراعاة مصلحة المواطن البسيطة قبل اتخاذ مثل هذا الإجراء.
سلاح للإفلات من العقاب
وأيّده الرأي شكري موضحا أن هذه السلوكات أصبحت بمثابة الوسيلة الناجحة للافلات من العقاب خاصة انها تكررت في عديد المناسبات وفي مناطق عديدة وفي قضايا مختلفة ودعا إلى ضرورة احترام القانون بعيدا عن مثل هذه الأساليب التي تضرّ المواطن بالدرجة الأولى.
من جانبه صرح محمود أن القانون هو الفيصل ولا داعي لمثل هذه الإجراءات التي خلفت الفوضى في البلاد وعطلت مصالح المواطنين. أما مختار الأحمر فقد استهل حديثه معنا بالتعبير عن المشقة التي تكبّدها من منطقة المحمدية وصولا الى العاصمة سيرا على الاقدام رغم أنه ضرير وقال: «خرجت من منزلي منذ الساعة السابعة صباحا وكنت بين الحين والآخر آخذ قسطا من الراحة ثم أواصل السير.
وأضاف: «كفانا من عبارة «حقنا في الاضراب» لأن المواطن هو الضحية» وحمّل المسؤولية لاتحاد الشغل وللحكومة، بنبرة حادة تساءل محمد ساسي عن دور الحكومة في الوقوف الى جانب «الزوالي» والانتصار للقطاع العام والتصدّي لكل ما من شأنه ان يعرقل اقتصاد البلاد وقال ان هناك نية لتدمير تونس. أما بثينة فقد أشارت الى ضرورة اتخاذ اشكال احتجاجية أخرى غير الاضراب مراعاة لظروف المواطنين وتفاديا للاكتظاظ الذي شهدته العاصمة أمس وساندتها الرأي سعيدة التي التقيناها في حالة صحية سيئة حيث أنها لم تكن قادرة على الوقوف فأوضحت أن الاضراب كان من الأجدر أن تسبقه أساليب أخرى وقالت إن المطالبة بالحقوق تكون بمرونة لا بالتصعيد. اتهامات عديدة وجّهت أمس لاتحاد الشغل ولنقابيي شركة نقل تونس حتى أن البعض من المحتجين بساحة الجمهورية هدّد بحرق مقر الاتحاد قائلا: «لن نكون فريسة الصراع القائم بين الاتحاد والحكومة ونرفض أن نكون ضحية مزايدات سياسية».
سواق التاكسي
استغل سواق التاكسي فرصة اضراب سواق نقل تونس ليمارسوا ضغوطاتهم على الحرفاء فهذا يرفض الوقوف لأحد الحرفاء وذلك حوّل التعريفة الى سوق سوداء والآخر رفض القيام بواجبه بتعلات واهية أو عمد الى نزع اللوحة الحاملة لرقم التاكسي وأخذ ينتقي حرفاءه حسب رغبته.
أما سواق التاكسي الجماعي فقد مثل الاضراب بالنسبة إليهم فرصة سعيدة لتدارك ما فاتهم باعتبار أن وسائل النقل العمومي كانت تشكل عائقا أمامهم فانتهزوا فرصة الاضراب لنقل أكثر عدد ممكن من الحرفاء. كما حوّل عدد من المواطنين سياراتهم الخاصة الى سيارات أجرة.