بدأ العد التنازلي ولم يعد يفصلنا عن موعد عيد الاضحى المبارك سوى أيام معدودات وبدأ الكل يستعد لهذه المناسبة الدينية إرضاء لرغبات أسرته وبدأ يجوب الأسواق الأسبوعية للتفويت في خرفانه بأسوام تعوضه مصاريفه التي انفقها سابقا. وهناك بعض الفلاحين خيّر المكوث بمكانه بعيدا عن ضوضاء سوق الدّواب من استخلاصات ورغم هذا وذاك لم تخلو الأسواق الأسبوعية بكامل ولاية سليانة في المدة الأخيرة من شتى انواع الخرفان تلبية لرغبات المستهلك ,فالسوق الأسبوعية بالكريب والمعروفة «بسوق الثلاثاء» تكون في هذه الفترة مقصدا لكل تجار المواشي إذ شهد سوق الدواب بالمنطقة حركية كبيرة منذ الساعة الثالثة صباحا إذ تتم عملية البيع والشراء الى غاية قبيل منتصف النهار من نفس اليوم. فيحلّ بالسوق العديد من المواطنين من مختلف الولايات المجاورة والبعيدة لسببين إثنين أولهما نوعية الاضاحي بالجهة التي لا يختلف فيها اثنان مقارنة مع خرفان المناطق الأخرى وثانيا معقولية الأسعار المشهورة بالنسبة للخرفان وتنوع الأضاحي بالنسبة للشاري «وكل قدير وقدرو» كما يقال.
هكذا حدثنا الحاج خليفة العايدي أصيل أحد معتمديات ولاية القيروان وجدناه بأحد اركان السوق وبحوزته العديد من الخرفان والاكباش يتأهب للتفويت فيها بما يرضي نفقاته من الاعلاف مع توفير البعض من الربح قصدناه فاكد بأنه دائم التوافد على السوق منذ عديد السنوات وذلك لصيته الكبير على المستوى الوطني لذلك قصد خلال هذه الفترة أي قبيل حلول عيد الاضحى المبارك ببعض الاسابيع لأني أعي جيدا بأن هناك العديد من ارباب الأسر من الميسورين من يقومون بشراء اضحيتهم في هذا الوقت بالذات وذلك تجنبا لما قد تحدثه بورصة العلوش في الأيام الأخيرة من صعود مفاجئ خاصة وان بلادنا تشكو خلال هذه السنة نقصا فادحا في عدد الأضاحي بسبب ما يتم ترويجه إلى ليبيا الشقيقة ومنهم من أصحاب الشهريات والمقصود بهم الموظفون من ينتظرون الدقائق الأخيرة لشراء أضحياتهم, لذلك تكون «أسوام العلوش» خلال هذه الفترة مناسبة وغير مرتفعة لأن الطلب عليها قليل ومحدود مقارنة بالفترة التي ترصد بها الجرايات لذلك يعمد العديد من المواطنين إلى شراء اضحيتهم خلال هذه الفترة لانهم يرون بأن الأسعار مناسبة ويمكن مناقشتها.
السيد محمد الصالح الحسني حل بالسوق الاسبوعي بالكريب رفقة البعض من أصدقائه من تونس العاصمة من أجل شراء أضحيتهم إذ قاموا لذلك بتسويغ شاحنة لهذا الغرض وجدناه وبحوزته البعض من الخرفان والاكباش ويتأهب للعودة بعد أن قام هو ورفاقه بشراء مجموعة من الاضاحي يقول بانه دائم المجيء لهذا السوق منذ سنوات خلت لشراء علوش العيد لان اسعاره تكون عادة مناسبة وغير مرتفعة ويضيف بانه وجد الأسوام مناسبة خاصة وأن العرض أكثر من الطلب إذ يشير في سياق حديثه بان الكبشين اللذين تم شراءهما لم يتجاوزا ال1100 دينار في حين أن اسعارهما بتونس العاصمة تفوق ال1200 دينار لذلك يرى بان اسعار الاضاحي خلال هذا الاسبوع معقولة جدا بالنسبة للشاري.
أما السيّد الطيب بن عيسى وجدناه هو الاخر يتنقل من مكان الى اخر داخل سوق الدواب حتى يتحرّى أسعار الخرفان فتنهد قائلا بان دليله احتار بين طلبات افراد العائلة وبين سعر «العلوش» الذي لا أقوى على تسديده لذلك تجدني هائما علّني أجد ما يتناسب والمبلغ الذي بحوزتي وما عدا ذلك فاني لا استطيع تلبية رغبات افراد عائلتي.