أراك في مدن الملح* تذرع الأخدود والتيه* تسابق المسافات الطويلة* برغم المحال... أراك تهتف لمرزوق* أن لا ينحني فله خلف الحكاية أشجار... وله خلف النهاية أقمار... أراك تهتف لمرزوق أن لا ينزوي بأرض السواد* أن لا يكتفي بتقاسيم الليل والنهار* فله في شرق المتوسط* لوعة الغياب* ومحنة الإغتيال... أراك في مدن الملح ملحمة شرقية فائقة الكلام أراك فارس الفجر برغم بادية الظلمات*.. قلما يزف إلينا حنين مدائننا شوقا يعلمنا تمرد الاحتمال.. أراك الآن... هنا* أكبر من كل المكان أراك نبضا على قدر السؤال... أراك في شرق حيرتنا تبحث في ظلال التيه عن وطن في طعمه بعض الخيال... أراك تبحث في كل شبر عن وشم يذكرنا كيف نحرس الشمس في عيوننا حتى لا تُشرق الروح من غرب الظلال... أراك ترسم نجما على صدر محنتنا كي نجعل الشوق القديم عنوانا لهذا الرحيل... أراك برغم الملح والتيه سيزيف... تحمل الصخرة التي امتنعت عن كبرياء الجبال... فهل تمضي إذن وتترك الحيرة والنداء وحلما يحدق في شكل المآل... هل تمضي بلا وطن لك فيه ورود... وذاكرة... وأنشودة لفرحة الأطفال... يلح الرحيل على راحتيك ولكني أراك باق على حافة الشرق تبوح للدرب بسر السؤال... * أهم الأعمال الروائية للأديب الراحل عبد الرحمان منيف * مرزوق : بطل رواية الأشجار واغتيال مرزوق