شاب هو وحيد أبويه عاش مدلّلا يوفر له الولدان كل مطالبه إلا أن هذا الشاب رفّع في سقف مطالبه العاجلة من أبويه في الأيام الأخيرة مع ارتفاع الطلبات الشعبية الدائمة من الحكومة المؤقتة. الوالدان أصبحا عاجزين عن تلبية رغبات الابن المدلل تماما كعجز الحكومة المؤقتة عن تلبية المطالب الشعبية الدائمة. جرب هذا الشاب كل طرق الاحتجاج على الوالدين من تعليق الشارة الحمراء إلى الاعتصام في البيت وصولا إلى إضراب الجوع الوحشي مما أجبر الأبوين على التداين بشروط مجحفة جدا نسجا على منوال الحكومة وتلقيا وعودا كثيرة من الإخوة والأحبة والأصدقاء ولم يتحقق منها ولا وعد واحد تماما كالحكومة المؤقتة.
الوالدان اقتديا بالحكومة المؤقتة التي أعلنت عن نيتها في بيع ممتلكات الدولة لمجابهة الضغوط المطلبية فأعلنا عن نيتهما في بيع ما يملكان للاستجابة إلى رغبات ابنهما الوحيد.
هذا الشاب تفطن إلى وسيلة ضغط جديدة خارجة للتوّ من رحم الأوضاع السياسية بغثها في غياب سمينها.. تجاذبات واحتقان و«كبس» وهرسلة وتغول وهرولة نحو الانقلاب على «الثورة» و«الاستحواذ» على الحكم الديكتاتوري «الشرعي».
هذه الطريقة ليست الجلوس على طاولة التفاوض مع الوالدين في شأن خارطة طريق تؤدي إلى الحد الأدنى من التوافق العائلي وإنما هي التهديد بأن يموت مقتولا كآخر طريقة للضغط على الأبوين لا بأن «يحرق» فيموت في البحر ولا بأن ينضم إلى «أصدقاء سوريا» ويتطوع للجهاد في هذا البلد ولا بالانضمام إلى القاعدة في المغرب الاسلامي أو في العراق أو في اليمن أو في الصومال أو في مالي أو في أفغانستان وإنما وبكل بساطة بأن ينخرط في حزب نداء تونس الذي باتت الدعوة صريحة إلى قتل مناضليه ب«الياجور» وها قد «طاح صف الياجور» وسقط القناع وانكشف المستور تحت «الياجور» الثوري الذي لا تنطبق عليه مقولة «الليقة تجيب» عند حضائر البناء.