احتفاء بالشاعر الفلسطيني خالد شوملي ابت مدينة قابس إلا ان تكون اكثر قربا من فلسطين الحبيبة..حيث انتظمت الامسية في مدينة منتفضة مشتعلة زادتها حالة الطوارئ غموضا وكر وفر «اطفال الحجارة» شاعرية وإباء.. ورغم الجو العام إلا ان الشاعر الضيف قد صنع الحدث فتوافد عشاق الشعر وعشاق فلسطين على «دار الثقافة» بباب البحر ليكون لهم موعد مع الابداع وسحر البيان في امسية هي نقطة النور الساطع في وجه السواد المخيم على المدينة يومها.. افتتحت الامسية التي نشطها الشاعر الاستاذ سفيان مسيليني بالترحيب بالشاعر الضيف في كلمة القاها رئيس جمعية الصالون الادبي بقابس، ثم افسح المجال للشاعر خالد شوملي الذي قرأ في مداخلة اولى قصائد من ديوانه الجديد «معلقة في دخان الكلام» حيث تفاعل الحضور مع كل قصائد الشاعر في مداخلاته الشعرية المتعددة والتي تخللتها قراءات لشعراء الجهة مثل نبيهة باردي وسليمى السرايري وريم الغالي وعواطف كريمي وسفيان المسليني والهاشمي بلعزي وغزال محفوظ وياسر سمير ومصطفى يحيا وجمال شعيرات وناظم بن ابراهيم
امتدت الأمسية من الساعة الثالثة مساء حيث وقع تقديم موعدها بسبب الجو العام في البلاد وفرض حالة منع الجولان وتواصلت حتى قرابة السادسة والنصف في جو من التفاعل والتواصل ما بين الحضور والشاعر الذي قرأ للقضية الفلسطينية صرخة اعماقه فتغلغلت في كل قلب وانتزعت التصفيق والإكبار والدموع حتى كأن الشعر خلق لينكأ فينا كل الجراح ولكي نرتجف في حضرة روعته وجبروته وما اكبر جراحنا اليوم كأمة .. وما أروع ما يفعله الشعر بنا عندما يكون وافدا علينا من فلسطين يحمل عبير القدسالمحتلة وطيف البراق وذكرى اولى القبلتين وشموع كنيسة المهد..والأجمل ان يخلد في ابيات رائعة اهداها لتونس ثورة الكرامة والحرية وهو الذي انشد وسط تصفيق عارم:
«يا نجمة في العين ساهرة صبي علي الصبح واقتربي يا تونس الخضراء سيدتي يا قامة الشعراء والأدب»
اختتمت الامسية بتكريم الشاعر وتزاحم الضيوف لالتقاط صور تذكارية معه قبل الانطلاق لموعد العشاء في مكان آمن من مدينة قابس التي تحلت ليلتها بحلة المقاومة والحماس اكراما لضيفنا الشاعر «خالد شوملي» الذي شرفنا بحضورها في أمسية كانت الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله... لأننا لن نشفى من حبّ فلسطين ولا من شعر فلسطين.