دخل مؤخرا مجموعة من العاطلين عن العمل بمعتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد في اعتصام مفتوح بمقر المعتمدية للمطالبة بحقهم في تسوية وضعياتهم الاجتماعية المتردية، هؤلاء المعتصمون يعتبرون أنفسهم ضحايا العمل تحت نظام الحضائر. ومن بين هؤلاء من قضّى ما يزيد عن عشرين سنة في العمل تحت نظام الحضائر والى حد الان لم يقع تسوية وضعياتهم ولا يفهمون ماهي اسباب ذلك لأن الوعود كثيرة ولكنهم لم يتحصلوا على اي شيء فعلي .فلم يبق امامهم غير ان يدافعوا عن حقهم في العيش الكريم وقد اختاروا شكل الاعتصام ليلفتوا انتباه المسؤولين لطلباتهم التي أصبحت محرجة وملحة. ومن بين هؤلاء التقينا السيدة حورية الطيب التي اثبتت انها تعمل بالحضائر القارة لمدة تزيد عن 23 سنة وعمرها الآن 54 سنة وبالتالي فهي تطالب بتسوية وضعيتها بشكل من الاشكال فهي عملت بمؤسسات متعددة وقدمت الكثير من جهدها وعرقها في تلك المؤسسات التي مرت بها إلا انها لم تلق اي نتيجة تذكر فبقيت تعاني من الاحتياج والخصاصة رغم كل تلك التضحيات لأن ما تتقاضاه مقابل الحضائر لا يفي بأبسط الحاجيات وهي بالتالي مصرة على تعويضها وايجاد الحل المناسب لوضعيتها.
اما السيد حاتم الفاهم فهو صاحب عائلة تتكون من زوجة و3 أبناء وقد عمل بالحضائر منذ سنة 2009 تحمل الاجر الزهيد واحتياج عائلته على أمل أن يدمج نهائيا بتلك المؤسسة التربوية كعامل منتدب لأن تضحيته تلك كانت على اساس تصوره بكونه سيتمتع بالأولوية في اي عملية انتداب تحصل ولكنه إلى الآن لم ير اي بصيص من الامل قد تنتظره على امل من الوعود التي ملها فقد حدثنا وهو يشعر بألم وخيبة كبرى لعدم اكتراث المسؤولين بوضعيات كهذه وهي التي تمس ابسط الحاجيات الاجتماعية لكل عائلة من افراد المعتصمين فاعتبر ان انتدابه اصبح حقا من حقوقه لا لتحسين وضعيته الاجتماعية فحسب وانما لأنه صبر كثيرا وضحى اكثر في سبيل تحقيق ذلك. أما السيدة عوينية بوعلاق فهي تعمل منذ سنة 1982 بالمعهد الثانوي ولا زالت إلى الآن خاضعة لنظام الحضائر فأي ظلم هذا وان كان تابعا لنظام سابق فلماذا يستمر إلى الان؟ فهي ترى أنه لا سبيل غير تسوية وضعياتهم وتناشد كل المسؤولين وعلى رأسهم نواب الشعب التدخل لدى المعنيين بالأمر لحل هذا المشكل الذي لا تتصوره عصي على تونس ما بعد الثورة. ومن ضمن المحتجين صابرين دخيل وهي من مواليد 1991 يتيمة الاب تطالب بأن تكون مكان والدها المتعاقد قبل وفاته بعملة البلدية حتى تتمكن من تلبية حاجياتها وحاجيات والدتها المطلقة سابقا. هذه امثلة للعديد من المحتجين وجميعهم يعاني من الوضعية المزرية التي وصلوا اليها وبالتالي فهم يطالبون من السلط المعنية التدخل الجدي والفاعل بعيدا عن الوعود الزائفة التي ملوا سماعها لإيجاد حلول جذرية وعاجلة.