عاد الحديث مرة ثانية عن تهديدات يتعرض لها مقام أبي زمعة البلوي بالقيروان (السيد الصحبي) الى واجهة الاحداث والاستنفار الأمني بسبب ترويج أخبار تبين من خلال المعاينة الميدانية والاتصال بجهات أمنية وموظفين بمقام أبي زمعة البلوي انها كاذبة. توجهت دورية أمنية فجر أمس الأول الجمعة الى المقام للتحقيق من مزاعم تعرض المقام الى تخريب. وكان برفقة الفرقة الأمنية اعلاميون البلاغ تبين انه كاذب ومع ذلك تواصلت الاحتياطات.
أحد الناشطين في حزب التحرير بالقيروان اتصل ب «الشروق» عند الساحة الثامنة و37 دقيقة مؤكدا ان مواجهات حصلت بين سلفيين ورجال الأمن أسفرت عن ياقاف 150 عنصرا من السلفيين قادمين من سيدي بوزيدوالقيروان. وتم ايقافهم اثناء تواجدهم بجامع صبرة. وقال انه شاهد عيان وانه موجود على عين المكان والمواجهات مستمرة. هذا ما قاله وتم تداوله وسط مدينة القيروان. وأكّدت مصادر مختلفة انه لا صحة لما تم تداوله.
عندما وصلنا الى المقام بعد 10 دق وجدنا ان البلاغ كان كاذبا وان الخبر لا اساس له من الصحة. كان مقام أبي زمعة البلوي مغلقا. تحيط به الاضواء من كل جانب. زهير الحداد حافظ مقام أبي زمعة البلوي، وجدناه صباحا داخل المقام. كان العمال يهيؤون المسجد لصلاة الجمعة. حركية سياحية عادية. وقال ان الخبر لا أساس له من الصحة، وتحدث عن قدوم دورية أمنية الى المقام عند الساعة الثانية فجرا مرفوقة بصحفي من راديو صبرة. وعن تجدد ما يروى عن التهديدات قال الشيخ زهير الحداد انه لا يوجد ان تهديد او اعتداء. وقال إن اعوان المقام استلموا حراسة المقام ليلا من الجيش الوطني، حيث رابط الجيش (10 جنود) داخل المقام منذ عيد الاضحى وتم توفير فضاءللاقامة لهم من أجل توفير الحماية للمقام. أما صباح الاربعاء الماضي فقد كانت هناك دورية لفرقة الأمن السياحي. وقد تدخلت للتحري في هوية سيارة ليبية. ما يوجه من اتهامات للسلفية بمحاولة هدم مقام أبي زمعة البلوي وترويج حديث عن البدع والشرك، نفاه سيف الدين الرايس، وهو ناشط في جمعية انصار الشريعة وفي الجمعية الشرعية للعاملين بالقرآن والسنة وامام خطيب، واعتبره اتهاماته باطلا ومغرضا. وقد تم الاتفاق مع عدد من الأئمة على الحديث في الموضوع خلال خطبة الجمعة أمس الأول. وقال الرايس «أنتم تعلمون من لديه مصلحة من نشر هذه الاشاعات واحداث فتنة في البلاد لافتكاك موقع في البلاد». وقال ان المنظومة في البلاد لم تتبدل وتحدث عن ثورة مضادة يقودها من يخاف المحاسبة ويستفيد من الفوضى. وعن خطبة عيد الفطر التي يستند اليها من يتحدث عن تهديدات، فقال ان الامر فهم ظاهريا لأن الحديث عن ازالة البدع والشرك لا يهم الشكل الخارجي ولا يتحدث عن إزالة البناية وانما ازالة السلوك. وقال انه يؤيد تحويل مقام ابي زمعة البلدوي الى متحف سياحي. وقال ان تراكمات عقود لا يمكن هدمها سوى بالتوعية. ونفى وجود اية تهديدات من جماعته مؤكدا ان هناك من يتعمد الصاق التهم في انصار الشريعة لغايات ومصالح معروفة حسب توضيحه.
اذا استثنينا العمل الروتيني للأمن والتدخل لصد العمليات الاجرامية، فإن ما يميز التنافس السياسي في القيروان هو حالة الهدوء وغياب الاحتقان رغم الاختلافات وقد حصلت بعض الخلافات البسيطة لكن تم تطويقها بسرعة.