فنانون متهمون....قضايا مجهولة، حريات مهددة ومعتدون أحرار...مشهد أفرز تحرك فني على خلفية أحداث معرض العبدلية في جويلية الفارط تشكيليون يردّون على صمت القضاء وتهميش الحكومة لهذه القضية. «فن تضامن حرية» هو تحرك فني أكثر منه معرض للوحات تشكيلية افتتح يوم الاثنين الفارط ويتواصل إلى غاية الغد 17 نوفمبر إلى 2012 بقصر العبدلية بالمرسى.
معرض فوتوغرافي يبرز مجموعة من الفنانين التونسيين والأجانب يحملون أدوات قيس مختلفة من خلال تعبيرات فنية ابتدائها كل واحد على طريقته الخاصة وهو رد على عرض الفنانة نادية الجلاصي على القيس في قضية معرض العبدلية الذي احتضنه قصر العبدلية في جويلية الماضي في إطار تظاهرة ربيع الفنون بالمرسى وقد أثارت اللوحات المعروضة ضجة أدت إلى فوضى في البلاد وصلت حد التكسير والتكفير والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة من طرف جماعات سلفية رأت أن هذه اللوحات مستفزة وتمس بالمقدسات فواجهتها بالسيوف والهراوات ليتهم في نهاية الأمر الفنانون الذين عرضوا أعمالهم لكن من اخترق القانون بقي حرا طليقا. حملة فنية
هذه الوضعية أفرزت حملة فنية انطلقت منذ شهر أوت الفارط بعد أن قام قاضي التحقيق باستدعاء نادية الجلاصي وعرضها على القيس الحملة انطلقت على الموقع الاجتماعي «فايس بوك» من طرف مجموعات من الفنانين العرب والأجانب باستعمال أدوات القيس ردّا واحتجاجا على محاولات الحدّ من حريات التعبير ووضع مقاييس وضوابط للفن.
حركة احتجاجية على الإفتراضي تحولت إلى الواقع من خلال صور فوتوغرافية معبرة احتضنها من جديد معرض العبدلية. ويقول عمر الغدامسي رئيس نقابة الفنانين التشكيلين أن الهدف من هذه الحملة هو تحريك ملف القضية وتحميل الحكومة المسؤولية في تعطيل مسار القضية خاصة وأنه بعد أوت الماضي لم يتم إستدعاء نادية الجلاصي ولم تحفظ القضية وبقيت مجهولة وكل ذلك على حساب نفسيةالمتهمة يضيف عمر الغدامسي «هذه القضية ستبقى وصمة عار في تاريخ الحكومة الحالية».
الحكومة مطالبة بتوضيح رأيها
كما طالب رئيس نقابة الفنانين التشكيلين بالكشف عن مسار التحقيق وعن هوية المعتدين والتحرك الفعلي والجدي لمحاكمة من اخترق القانون وصرح عمر الغدامسي أنه تم إمضاء بيان مشترك بين النقابة ووزير الثقافة في 5 سبتمبر 2012 جاء فيه «تؤكد الوزارة على أن القضاء المحايد لا يمكن أن يكون إلا منصفا للإبداع» والمطلوب إذن يضيف الغدامسي «لابد أن توضح الحكومة رأيها من مسألة الحريات فالمهمة الموكولة إليها تطبيق القانون وفرضه وليس المتفرج بين من يحترم القانون ومن يتجاوزه». ويختتم هذا التحرك الفني «فن تضامن حرية» غدا من خلال عرض شهادات لفنانين تعرضوا للإعتداء بحضور فرقة «الحمائم البيض».