لعل أولى مفاجآت الرئيس أوباما بعد انتخابه اعلان رفضه لما اعتزم الرئيس الفلسطيني أبو مازن القيام به وهو تقديم طلب للأمم المتحدة لقبول دولة فلسطين دولة غير عضو في هذه المنظمة الأممية. وما أراده الرئيس أبو مازن واضح وهو من باب أضعف الايمان لأننا لو ذهبنا الى الفعل الصحيح لكانت دولة فلسطين هي الدولة العضو الفاعل في هذه المنظمة وليس الكيان الملفق المسمى «اسرائيل».
وما سمعناه من الرئيس أوباما جعل العرب يشعرون بالخيبة المرة، وقد ظنوا أن الرجل ليست وراءه فترة انتخابية ثانية حتى يظل يجامل ويدعم كيان القتلة الصهاينة الذين سطوا على التاريخ وعلى الجغرافيا ليشكلوا المعسكر المتقدم المسمى دولة وما هو بذلك أبدا، فمعسكرات القتل لن تكون دولا بل هي قواعد لارهاب العالم وابتزازه، ومن المؤلم أن هذا العالم الذي تعمل «اسرائيل» بدعم من أمريكا وبريطانيا ودول أخرى قد تجند كله حول المشروع النووي الايراني. ولكن هذا العالم لم يقل لمسؤولي هذا الكيان وماذا عن أسلحتكم النووية وذخيرتكم البيولوجية وقنابلكم المحرمة التي استعملتموها وستستعملونها ضد الشعب الفلسطيني وضد بلدان عربية أخرى كما فعلتم مع العراق وسوريا والسودان الذي استكثرتم أن يكون فيه مصنع لقطع الغيار العسكرية؟!
كل ما تفعلونه مقبول ويناله الثناء وكانت آخر اطلالة لمجرم الحرب نتنياهو المتسلل لمنبر الأممالمتحدة كرئيس وزراء عصابة قتل، ولكن هذا المتبجّح يتحدث عن كيانه «المتحضر في مواجهة محيط متخلف»!!
وفي الوقت الذي كان الشعب العربي يتذكر شهيد فلسطين والعرب القائد الرمز أبو عمار الذي سمّمه «المتحضرون» الصهاينة، وقد مر على استشهاده ثمانية أعوام كانت الذكرى مرفوقة باعتراف الصهاينة انهم قد قاموا بعملية قرصنة خارجة عن كل القوانين ونفذوا عملية اغتيال القائد الشهيد أبو جهاد فوق أرض تونس. ولعل من يتابع كل مسلسل الجريمة هذا سيدرك أن الصهاينة هم آخر من يحق لهم الحديث عن التحضر. فعصابات القتل والجريمة لا علاقة لها بالتحضر أبدا لأنها سليلة مجرمين عتاة لا يثنيهم أو يوقفهم أي رادع.
وكأنهم أرادوا أن يغطّوا تلك بهذه كما يقال فجاء اغيتالهم لأحد قادة الثورة الفلسطينية الشهيد أحمد الجعبري الذي لم ينالوا منه وقد أمضى في سجونهم سنوات طويلة، وخرج منها وهو أصلب عودا وأكثر ثقة بانتصار شعبه طال الزمن أم قصر، فالعصابات مهما كانت قوتها ومهما ازداد بطشها سترمى في مزبلة التاريخ لأنها بلا ضمير ولا أخلاق وأنها خارجة عن كل الشرائع والقوانين وأن أي أرض مهما طال احتلالها لابد أن تعود الى أهلها ما داموا لا يكفون عن المطالبة بها.
لقد أقدمت آلة الارهاب الصهيونية باغتيال هذا الشهيد العنيد الذين ظلوا يبحثون عنه سنوات، وجَندوا من أجل ذلك عملاءهم وكل وسائل التجسس التي يسلطونها على قطاع غزة، ووقف متحديا لهم عندما قام شخصيا بتسليم الجندي الصهيوني الأسير شاليط محررا ألف معتقل فلسطيني، وكان هو شخصيا من قام بأسره. لقد استشهد الجعبري بطلا، مات كما أراد أن يموت في تصديه لقتلة شعبه وسالبي أرضه.
وما دام القاتل نتانياهو يعد لانتخابات جديدة يريد بها لي ليكوده الفوز الساحق فلا شيء يحقق به الفوز الا الجريمة، الا الحرب والعدوان على غزة الصمود وهكذا بدأ عدوانه عليها، فبئس انتخابات أداتها القتل وإبادة الشعوب الأخرى.
ومن المؤسف والمؤلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها بريطانيا وكندا ترى في هذا العدوان الخالي من أي تكافؤ حقا ل «اسرائيل» للدفاع عن نفسها!! أي منطق هذا؟ أحدث الطائرات، أحدث الدبابات، أحدث آلة الافناء والابادة لضرب شعب أعزل لا يمتلك الا أسلحة بدائية وصواريخ محدودة المدى!
وكأن داعمي كيان القتل يطلبون من شعوب الدنيا أن تذعن لمشيئة الصهاينة الخارجين عن القانون والذين لا يوقف غيّهم أي رادع قانوني أو أخلاقي! ليتهم ومن يدعمهم يعلمون أن عالمنا مرت به قوى كانت ملء الدنيا، حكمت وامتدت، ولكنها الآن في خبر كان لأن البقاء للشعوب ولارادتها ولن يكون أبدا لعتاة القتلة وكبار عصابات الاجرام التي يسيّرها وهم توراتي أعمى.
ان الشعب الفلسطيني رغم كل ما قاساه لم يطأطئ رأسه للصوص، أبدا. فلسطين لك ولشعبك الجبار الحياة ولأعدائك وقتلة أبنائك اللعنة والذل والهوان.