هي خريجة جامعة منوبة شعبة الجغرافيا خيرت الانتصاب للحساب الخاص في اطار مشروع صغير بعد ان تقلبت بين عدد من المهن الشاقة وبعيدة عن مستواها التعليمي... هي الانسة «رغدة بحري» من منطقة المصيدة ذات الثلاث والعشرين ربيعا. حلم هذه الشابة أن ينتشل مشروعها الصغير من براثن الضياع في ظل ضعف التمويل من الجمعية المقرضة فضلا على ثقل المستحقات التي يرتقب خلال الفترة القريبة القادمة اسداءها لمستحقيها من المؤسسات ذات العلاقة.
فتحت ل «الشروق» قلبها بعد ان اغلقت في وجهها الابواب وصار يتهدد مشروعها الفتي الغلق الوشيك وذلك في مجال الاعلامية والمكتبية.. سعت بعد ان عملت في المصانع وغيرها من المهن بعيدا عن الاختصاص والمستوى التعليمي ان يحقق مثل هذا الانتصاب في مشروع صغير الاستقرار المهني..
حيث ابرزت انه بعد تخرجها من جامعة منوبة عام 2010 سعت الى الاستقرار المهني ورغم القبول الوقتي للعمل في مهن غير ذي اختصاصها ودون مستواها التعليمي فضلت عدم الركون الى غول البطالة المقيتة... وامام اصرارها وهي الشابة الحاملة لأمال وردية في الانتصاب الخاص والاستقرار المهني بصفة نهائية وهي المتقدة حيوية الشباب خضعت الى فترة تربص في اطار الدورة التكوينية المعروفة ببعث المؤسسات وتكوين الباعثين ال « C.E.F.E» وذلك بعد مراسلة مكتب التشغيل مرجع النظر ودراسة سوق الشغل واحتياجاته وذلك في اطار بعث مشروع صغير في الخدمات المكتبية والاعلامية حيث كانت التقديرات تشير ان كلفة المشروع في حدود ستة الاف دينار واربع مائة وستون مليم..
ومع تكفل اخيها بالقرض الذي تم تخصيصه في حدود 2400 دينار من قبل جمعية افق التنمية في معتمدية بنزرت الجنوبية رغم ان الاتفاق المبدئي في اطار الاقراض طال مستحقات جانب المشروع التي كانت في حدود 5 الاف دينار في وقت تمكنت الانسة رغدة من جمع تمويل ذاتي 1640 دينارا... طبيعة الاقراض التي وصفتها محدثتنا التي ماتزال غير خاضعة لمبدا الشفافية وسط اتهامات بالتسويف الذي مايزال متواصلا بعد الثورة من قبل الجمعيات المقرضة رغم حجم الاعتمادات المعلنة وطبيعة الاقراض للباعث الشاب فضلا على عشوائية توقيت صرفها دون مراعاة طبيعة المشروع على حد قولها... طابع المشروع الموسمي الذي يناهز بعثه الشهر الثاني وتأخر صرف القرض مع اوائل شهر اكتوبر حدد من مداخيله اليومية التي لا تتجاوز بضعة الدنانير في ظل اسداء معاليم تسويغ المحل وترقب اسداء القرض وصندوق الضمان الاجتماعي خلال الفترة القريبة القادمة... الانسة رغدة تحدثت بحسرة عن مخاوف من الغلق المبكر للمشروع الذي لطالما سعت ان يخرجها من وضع البطالة وشقاء العمل بمهن متعبة وبعيدة عن المستوى التعليمي...
وذلك مع شروط غير مقبولة تضعها منظمات على غرار «اندا» منها البحث في امور شخصية للمتكفل بإرجاع القرض على اقساط على غرار اللجوء ل«الروج» من عدمه فضلا والمماطلة الادارية التي ماتزال تسكن عدد من اركان الادارات التونسية على حد وصفها...