نظرت مؤخرا الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية قتل مقترنة بعملية سطو راح ضحيتها شاب من متساكني برج السدرية جنوب العاصمة. وقد تورط في هذه القضية شابان وكهل وقضت هيئة المحكمة بسجن المتهم الأصلي مدى الحياة لارتكابه جريمة القتل العمد وسجن الشاب الثاني مدة عامين لمشاركته في جريمة السرقة في حين برأت هيئة المحكمة ساحة الكهل وهو متزوج وله أبناء.
وحسب ما جاء في أوراق القضية فإنه بتاريخ 20 ديسمبر الماضي عقد المتهمون جلسة خمرية بمكان خال من السكان (جبل) وبعد انتهائهم من شرب الخمرة تحول المتهم الرئيسي إلى محطة القطار ببرج السدرية وهناك قام بسرقة هاتف جوال الضحية الذي حاول التصدي له وإثر ذلك سدد له الجاني طعنه بواسطة سكين على مستوى صدره أدت إلى وفاته ثم تحصن المتهم بالفرار.
وقد شاهد عملية القتل مراقب التذاكر وسائق القطار وبعض المسافرين الذي أدلوا بشهادتهم في محاضر القضية. وذكر ملف القضية أن المتهم الرئيسي التقى بالمتهمين الثانيين وعرض عليهما شراء هاتف جوال الهالك وهنا أخذ المتهم الثاني الهاتف وتحول إلى محل سكناه قصد عرض الهاتف على والدته التي كانت ترغب في شراء هاتف ثم عاد بعد ذلك وعرض على المتهم الأول 10 دنانير على أن يكمل له المبلغ نفسه في اليوم الموالي وفي المقابل يمكنه المتهم الرئيسي من شاحن الهاتف وقد وافقه هذا الأخير على ذلك.
نفي وتراجع في التصريحات
وباستنطاق المتهم الرئيسي أنكر جميع التهم المنسوبة إليه مؤكدا أنه أثناء الواقعة كان بالفعل عقد جلسة خمرية بمفرده وبعد انتهائه من ذلك تحول إلى مقر سكناه. وأضاف أنه غادر بعد ذلك منزله في اتجاه محطة الحافلات وقد أخذ معه هاتفا غير الهاتف الذي كان بحوزته كان قد اشتراه من قبل شخص جزائري الجنسية دون مقابل مالي مشيرا إلى أنه كان ينوي التفويت فيه بالبيع.
وأفاد أنه اعترض سبيله المتهمان بمحطة الحافلات فعرضا عليهما شراء الهاتف المذكور متمسكا ببراءته وبعدم الاعتداء على الهالك بواسطة سكين. وأكد الجاني أنه لم يتحصن بالفرار بل تحول بعد 5 أيام من تاريخ الواقعة إلى منطقة ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف للعمل.
وعند إجابته عن مسألة الهروب من المنزل الذي كان يختبئ فيه عند مشاهدته لأعوان الأمن ذكر أنه تحصن بالفرار اعتقادا منه أنه متورط في قضايا أخرى (جناحية) وليس تفاديا لجريمة القتل.
أما المتهم الثاني فقد تراجع في بعض الجزئيات التي كان ذكرها لدى قلم التحقيق موضحا أنه كان متواجدا أثناء الواقعة بمحطة القطار ببرج السدرية وقد شاهد شخصا يلوح بيده باتجاه أحد الأشخاص مضيفا أنه لم يتابع بقية الاطوار.
وعن صفة الشخص الذي رآه يعتدي نفي أن يكون المتهم الأصلي باعتبار أنه التقى به بعد حوالي ساعة ونصف وكان يريتدي جمازة أخرى غير التي كان يرتديها الشخص الذي لمحه يعتدي على الهالك.
من جهته تراجع المتهم الثالث في التصريحات المسجلة عليه لدى قاضي التحقيق ولدى باحث البداية مؤكدا أنه لم يكن متواجدا زمن الواقعة بمحطة القطار ولم يتناول الخمرة رفقة المتهمين.