ماتزال قضية فاجعة غرق المركب البحري الذي يقل عددا هاما من المهاجرين السريين بمياه المتوسط تشكل موضوعا وقضية تشغلان بال عدد هام من العائلات التونسية التي فقدت أبناءها ولا تعرف ان كانوا قد توفوا أم أنهم على قيد الحياة. وكان المركب الذي يقل عددا لم يحدّد بالتدقيق قد غادر خلسة من جهة صفاقس الى جزيرة لمبيدوزا الا ان السلطات الايطالية تلقت نداء استغاثة وعثر بعد ساعات على 51 شخصا فوق جزيرة صغيرة تسمى لامبيوني في حين تمكن مركب سياحي ألماني من انتشال شخصين وتمكن مركب صيد من انتشال شخصين ايضا ليبلغ عدد الناجين 56 شخصا من بينهم امرأة. وانتظر الكثيرون من متتبعي أخبار الهجرة السرية ان يلفظ البحر جثث الغرقى بناء على تصريحات الناجين التي جاءت لتؤكد ان المركب غرق قبل الوصول الى الجزيرة النائية التي تبعد عن لمبيدوزا حوالي 15 كلم.
8 جثث
أليسي دوشي ممثلة احدى المنظمات والجمعيات الانسانية والتي تابعت ملف غرقى حادثة 6 سبتمبر ذكرت ل «الشروق» ان البحر وشباك البحارة تسببوا في العثور على ثماني جثث كان بعضها محتفظا ببعض ملابسه وأن بعض هذه الجثث علقت في شباك الصيادين... وحسب رقعة المكان الذي عثر فيه على الجثث فإن الأبحاث اتجهت الى أن يكونوا من ضمن المركب المفقود مضيفة: «لقد قامت السلطات الايطالية برفع عيّنات من كل جثة واحالتها على التحليل الجيني في انتظار اجراء مقارنتها ب (أ.د.ن) العائلات هنا لمعرفة هوية الجثث الثمانية.
لم نعثر على آخرين
وأكدت Alizée choshy في تصريحها ل «الشروق» انه خلال الأشهر الفارطة حاولوا التنسيق مع بعض المنظمات الأخرى المتواجدة في صقلية ومالطا ومنظمات الصليب الأحمر لكن لم يقع الوصول الى وجود اي شخص من مجموعة مركب 6 سبتمبر مضيفة: «داخل مراكز الايقاف توجد هواتف عمومية ويمكن للموقوف الاتصال بأسرته وقد حاولنا من جهتنا البحث عن امكانية تواجد ولو شخص واحد من مجموعة 6 سبتمبر لكن كل محاولاتنا لم تسفر شيئا».
العثور على المركب خبر غير مؤكد
وعن خبر تناقلته الصحف الايطالية عن العثور على المركب البحري الذي كان يقل المهاجرين السريين أفادت أليسي «هو خبر غير مؤكد فقد تم تحديد مكان بعمق 50 مترا بين لامبيوني ولامبيدوزا أي بين الجزيرتين ومن المحتمل أن يكون المركب ابتلعته المياه هناك. ومازلنا ننتظر نتائج البحث التي تتطلب النزول الى هذه الرقعة بحثا عن بقايا المركب.
المغادرة الى صقلية
وكان الناجون البالغ عددهم 56 شخصا قد تم نقلهم الى مركز الايقاف بلافريجتو بعد أكثر من شهر بمركز الايقاف على جزيرة لمبيدوزا وقد تم ترحيل عدد منهم الى تونس في حين تمكن آخرون من الفرار الى داخل التراب الايطالي. وكانت شهادة جميع من بقوا على قيد الحياة تصب في خانة واحدة غرق المركب وبقائهم لساعات وسط المياه حتى الوصول الى اليابسة.
مكالمات مجهولة أدخلت البلبلة
مكالمات هاتفية مجهولة أتت تباعا الى عدد من أفراد عائلات المفقودين أدخلت فيهم البلبلة... فهذه مكالمة من فتاة تدّعي أنها متواجدة بالقطر الليبي وأنها من الناجين... وآخر يتصل بعائلة ليعلمها أن ابنها حي وفقط... وغيرها من الحالات التي أدخلت البلبلة في نفسية هذه الأسر. تماما مثلما حدث مع السيد مبروك السمعلي الذي تلقى مكالمة من امرأة مجهولة من رقم ايطالي تعلمه فيها بأن ابنه غادر الى صقلية وأنه محتجز وحيّ، وبعد الاتصال أغلقت هذه المرأة الهاتف نهائيا.
وردت السيدة أليسي دوشي والسيد مبروك الذي القته مؤخرا في آخر زيارة للمنظمة لتونس بكون هذه المكالمات مغلوطة وأن صقلية منطقة مفتوحة للمنظمات والهيئات والأمن ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يدخلها مهاجر سري قادم من مركب صيد غارق دون ان يقع التفطن له او حتى أن يتفطن الأمن الى مكانه. السيد مبروك تحدث بدوره ل «الشروق» عن هذه المكالمة التي أدخلت البلبلة في أسرته وحاولت من خلالها المرأة المجهولة ايهامه بكون ابنه محتجزا لدى المافيا متسائلا ما جدوى هذه الاشاعات التي تربك العائلات الملتاعة.
والدة حلمي ماتزال بإيطاليا
السيدة هندة والدة حلمي من حي الزياتين ماتزال بالتراب الايطالي الذي سافرت اليه قبل أسابيع بحثا عن ابنها الأصغر بعد ان تلقت معلومة من سيدة تعمل بأحد المستشفيات تفيد بكون ابنها حيا. وقالت السيدة هندة في مكالمة مع «الشروق» ان السلطات الايطالية مكنتها من نسخ صور كانت التقطت داخل مياه المتوسط من طائرة مروحية للمركب قبل الحادث.