في خطوة استباقية لنشر «الأطلسي» منظومة صواريخ الباتريوت على الحدود التركية السورية قدمت موسكو صواريخ «اسكندر» المتطورة طويلة المدى لدمشق لتطويق صواريخ الأطلسي وشل قدراتها الأمر الذي اعتبره مراقبون إيذانا بحرب باردة بين موسكو وواشنطن. وكشفت مصادر إعلامية مطلعة أن روسيا سلمت صواريخ «اسكندر» عالية الجودة والقدرة والدقة للجيش السوري لإحداث حالة من التوازن الصاروخي بعد إعلان الناتو قبوله نشر صواريخ «الباتريوت» على الحدود التركية السورية.
خطوة مفاجئة
واعتبر الخبير الاستراتيجي الياس ابراهيم , أن ما يثار حول تسليم روسيا بطاريات من نظام صواريخ «اسكندر» لسوريا يعتبر خطوة مفاجئة تحمل رداً عالي النبرة على التصعيد الذي قام به حلف شمال الأطلسي في نشر صواريخ «باتريوت» على حدود سوريا في تركيا.
وردا على سؤال حول تفسير الخطوة الروسية من الناحية الاستراتيجية، قال الخبير الياس ابراهيم في تصريح لوكالة أنباء فارس، إنها تشير إلى أن الصراع الدولي حول سوريا يفهم منه أن روسيا استمرت في تبني نظرية أن سوريا أمن قومي روسي وهي خط أحمر لا يمكن تجاوزها في موضوع أمن الأراضي الروسية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة مفاجئة، فصواريخ «اسكندر» متميزة وتفوق «الباتريوت» من الناحية العسكرية، الأمر الذي يعني أن روسيا تدفع نفسها كمدافع بكل قوة عن سوريا وهي مستعدة لأقصى درجات المواجهة في هذا الموضوع.
وحول إمكانات «إسكندر» التي يتميز بها عن صواريخ «الباتريوت» أوضح الخبير العسكري أن «الإسكندر» هو سلاح استراتيجي بمنظومة «أرض أرض» ويمكن استخدامه كسلاح «أرض جو» من خلال صواريخ تحمل رؤوس بقوة تدميرية أكبر ويمكن أن تزود بها الطائرات، بحيث تصبح ذات فاعلية أكبر وقوة تدميرية أعتى من صواريخ «الباتريوت» التي تعتبر سلاحاً دفاعياً.
وأضاف أن «الباتريوت» عاجزة عن مواجهة صواريخ «الاسكندر» في حال التصادم، وأن ذلك ظهر سابقاً عندما هددت روسيا بنشر صواريخ «الإسكندر» في أراضي بولونيا ووجهتها ضد الدرع الصاروخي لحلف الناتو والذي يعتمد أساساً على صواريخ «الباتريوت».
أما عن تفسير هذه الخطوة من الناحية الجيوسياسية فقال ابراهيم أن قرار روسيا في رفض أي تطبيق لحظر جوي فوق سوريا كان موجوداً أساساً، وقد ظهر جلياً من خلال استخدامها للفيتو في مجلس الأمن والآن عندما انتقل الموضوع إلى الالتفاف حول قرارات مجلس الأمن أبلغت روسيا الغرب صراحة أن التفافهم حول الشرعية الدولية سيواجه بالتصادم معها عسكرياً.
وكانت أنباء تحدثت عن تسليم السفن الروسية التي رست في ميناء طرطوس امس الأربعاء منظومة من صواريخ «الاسكندر» للجانب السوري.
مون يحذر ويهدد
في هذه الأثناء, أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصل أمس الخميس إلى بغداد بزيارة قصيرة، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتحمل المسؤولية أمام المجتمع الدولي في حال استخدمت القوات الحكومية السورية الأسلحة الكيميائية في الصراع الداخلي الدائر في البلاد.
وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد: «اني قد أبلغت الحكومة السورية قلقي من هذا الموضوع، كما انني بعثت برسالة الى الرئيس الأسد منذ يومين».
وتابع قائلا: «في أي حال من الأحوال، إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية، فإن المعتدي سيتحمل المسؤولية. كما سيعود هذا الأمر بعواقب جسيمة بالنسبة للشعب». وكانت شبكة «إن. بي. سي» الأمريكية قد نقلت أول أمس الأربعاء عن مسؤولين أمريكيين أن القوات الموالية للأسد قامت بتعبئة قنابل جوية بالغاز الذى يصيب الجهاز العصبي فى الجسم، وأنها فى انتظار الأوامر النهائية من الرئيس بشار الأسد لاستخدامها. حسب زعمها.