للهاتف الجوال ضحايا؟ فاضافة الى تأثيراته المادية وما خلقه من اضطراب في ميزانية البعض منّا يتبيّن ان للبورطابل تأثيرات اخرى اكثر خصوصية وأشد خطورة. اراطنا في استعمال مثل هذا الجهاز جعل بعض اخصائيي طب النفس يتّهموننا بالتبعية يقول الدكتور عطيل بنوس وهو مختص في الطب النفسي «هي ليست تبعية لانسان معيّن او دواء محدّد ونما تبعية لوسيلة اتصال اذ صاحبها وبمرور الوقت تزداد استعمالات لها وتتضاعف اهتماماته بها خاصة وأنها بما تحتويه من طرق تراسل وتبادل التهاني تمكّن الفرد من التواصل بأرخص الاثمان». إن كثرة استعمال الهاتف الجوال خاصة من قبل الاطفال المراهقين يجعلهم اكثر الافراد تبعية خاصة وأن غاياتهم من استعمال هذه الوسائل يتعدى كونه مجرّد جهاز اتصال ليصبح شاشة لممارسة بعض الالعاب والافراط في تبادل رسائل قد تحتم عليه الانعزال في غرفته والسهر في بعض الاحيان الى اوقات متأخرة من الليل والنتيجة اضطراب في النوم من شأنه ان يؤثر على نشاطه اليومي سواء كان ذلك في المدرسة او في المعهد والكلية. وخلافا لهذا يؤكد د.ع.ب. «أن بعضهم يتحوّل الهاتف الجوّال لديه كهاجس يحبذ استعماله في مختلف الاوقات وبما أن البعض يشكو صعوبة نوم قد يتوسل بالهاتف فيبعث رسائل الى اصدقائه واحيانا رسائل اخرى الى أناس لا يعرفهم ولا تربطه بهم أي صلة بدافع خلق جو من التحاور ولكن هذا السلوك في الواقع قد يزيد في ابعاد النوم عنه ويؤثر عليه سلبا لأن النوم يتطلب ظروفا معينة مثل راحة البال والهدوء عدم الانشغال باي امر آخر». ضحايا اخرون هكذا يتحول البورطابل الى سارق يفتك منا راحتنا ويخلق اضطرابات وتقطعات في نومنا ولكنه يتحوّل في مناسبات أخرى الى سبب للتشاجر والتخاصم بين الازواج اذ يكفي ان تكتشف زوجتك مثلا رسالة مجهولة المصدر حتى تشتم منها رائحة الخيانة. اجهزة البورطابل مسّت بعض الوشائج الاجتماعية لتحل ثقافة التراسل وتبادل التهاني محل زيارة الاقارب والاصدقاء لان فعل الزيارات من اجل تدعيم صلة الرحم ولو لبعض اللحظات قد لا تعوّضه مئات الرسائل. أجهزة البورطابل بما تصدّره من نغمات وايقاعات ناشزه في بعض الاحيان جاء ليزيد من صخب وضجيج الفضاءات بل والاخطر من ذلك ليكون سببا مباشرا في وقوع حوادث قاتلة في بعض الاحيان. استعمال اجهزة البورطابل في المدارس والمعاهد ومختلف المؤسسات الجامعية افقد بعض التلاميذ والطلبة تركيزهم عند ساعات الدراسة لينكشف بالتالي ان ضحايا الهاتف الجوّال بلا حصر ولا عد.