تعتبر جهة بئر الحفي من أكثر الجهات انتاجا للطماطم لكن في السنوات الاخيرة بدا الفلاحون يتذمرون من الصعوبات التي تعترضهم للمواصلة في هذا النشاط الذي اصبح يكلفهم مصاريف طائلة. ما يحصلون عليه بعد بيع محصولهم لا يغطي إلا جزءا محدودا من مصاريفهم وأتعابهم لضعف المردودية الى جانب ندرة اليد العاملة لجمع الصابة وحتى ان وجدت فهي تكلف الفلاح مصاريف طائلة لجمع محصوله كل موسم.
يواجه فلاحو الجهة المنتجين للطماطم تحديدا صعوبات كثيرة فحساباتهم لا تتطابق ابدا بين دنانير الربح وملايين الديون ، حيث يوجه هؤلاء جزءا هاما من انتاجهم الى المعامل التي يتعاقدون معها مكرهين لعدم تمكنهم من تحضير الصابة بمفردهم ، فهي التي توفر لهم البذور والأسمدة وجزء من المصاريف ويكون ذلك عند بداية كل موسم كما يؤكد ذلك الفلاح عبد الوهاب نايلي الذي عرف بإنتاجه للطماطم فهو يستغل اكثر من 70 هكتارا لهذا النشاط الفلاحي ويرى بأنه لم يعد قادرا في السنوات الاخيرة على تحضير الموسم بمفرده لذلك التجأ الى المعامل لكي تساعده. و بمقتضى عقد يبرم في الغرض بين الطرفين يوفر المعمل البذور والأسمدة وجزء من المصاريف وشبكات الري ( قطرة قطرة ) وفي النهاية نجد انفسنا نسلم المحصول وبالأحرى نهديه لأصحاب المعامل بأثمان بخسة طالبنا مرارا عديدة بإعادة النظر في سعر الكلغ الواحد من الطماطم ( 105 مي).
وقد تذمر عبد الوهاب النايلي كثيرا من وضعه الحالي حيث شارف على الافلاس كما يقول لما حصل له في الموسم الفائت حيث فسد جل انتاجه وحسب ما يقول انه تعاقد مع احد المصانع الذي لم يلتزم بتعهداته ولم يرفع محصول الطماطم في الابان من مكان الانتاج الى المعمل ففسدت كمية هامة مما اضطره الى استقدام خبير عاين الخسائر وقدرها ب200 الف دينار واضطررت الى رفع قضية لدى المحاكم لأن تقصير المعمل سبب له خسارة كبرى الى درجة الافلاس. ويضيف بأنه ليس الوحيد بالجهة الذي لحقه الضرر في الموسم الماضي بل هناك اكثر من 10 فلاحين يعانون نفس المشكل وأنهم تكبدوا خسائر فادحة كادت تعصف بهم وجعلتهم يفكرون الف مرة قبل الاقدام على انتاج الطماطم. نتيجة لذلك اصبحنا مهددين لدى البنوك لعجزنا على تسديد ما علينا من ديون ( قروض موسمية ).
ويطالب السيد عبد الوهاب من الدولة ان تتحمل مسؤوليتها وان تأخذ بيد الفلاحين وان لا تتركهم يصارعون ويواجهون المصاعب لوحدهم. كم مللنا وسئمنا سياسة المماطلة و اللامبالاة واذا تواصل هذا التجاهل وعدم الاهتمام بالفلاحين في هذه الربوع فإننا عازمون على عدم انتاج الطماطم . ولماذا لا تحل الدولة محل المصانع وتوفر لنا البذور وكل ما نحتاجه ،حتى لا نبقى رهينة في يد اصحاب المصانع.؟
فهل سيتم التدخل لمساعدة فلاحي الجهة في قارب الايام لتدارك خسائرهم وتشجيعهم على الشروع في موسم فلاحي قادم عزف اكثرهم على انتاج الطماطم .