انشغلت الكثير من الصفحات التونسية في الموقع الاجتماعي يوم أمس بمسألة إيقاف صخر الماطري في جزر السيشال، وإمكانية جلبه إلى تونس لمساءلته في جملة قضايا الإثراء الفاحش ضمن عائلة صهره الرئيس الهارب. ومنذ أول أمس، تتالت الأخبار المتضاربة حول مصير صخر الماطري في الصفحات التونسية، وكان منطلقها تصريح وزير العدل الذي تناقله كثيرون تحت عنوان «إيقاف صخر الماطري»، وروج ناشطون كثيرون معلومات غير دقيقة تفيد أنه تم إيقافه تنفيذا لبرقية الجلب الصادرة عن القضاء التونسي تحت إشراف الشرطة الدولية. غير أن عدة صفحات بادرت إلى تعديل الخبر لتكشف أن ما حدث لا علاقة له بالقضاء التونسي وأن صخر الماطري قد تورط في دخول السيشال بجواز سفر مشكوك فيه، مما جعل الأمن المحلي يخضعه للتحقيق. وعندما بلغ الأمر إلى السلطات التونسية، بادرت إلى متابعة الموضوع على أمل جلبه إلى تونس.
وكما هي عادة التونسيين، فقد انقسم نشطاء الصفحات التونسية قسمين: أنصار الحكومة والنهضة المستبشرين بهذا الخبر والذي يرون فيه تصرفا جديا لملاحقة المتهمين بنهب خيرات البلاد تحت حماية نظام بن علي، وأنصار المعارضة الذين يسخرون من الخبر كله ويعتقدون أنه مجرد فرقعة إعلامية لشغل الناس مدة من الزمن. وشكك ناشطون وحقوقيون في جدية المسألة على اعتبار عدم وجود اتفاقية تبادل المجرمين بين تونس والسيشال وخصوصا باعتبار طول إجراءات الجلب الدولية، هذا إذا تمت وفق الأصول. كما تم نشر تصريح لنائبة رئيس المجلس التأسيسي محرزية العبيدي التي تعتقد أنه يمكن لتونس أن تمارس الضغط على السيشال وفق البند الرابع من اتفاقية الأممالمتحدة لإجبارها على تسليم صخر الماطري، لكن الكثير من الناشطين في الصفحات التونسية سخروا من هذا الموقف، إذ كتب ناشط حقوقي: «يحتاج التونسيون إلى أسابيع لتنظيم حملة ضغط على السيشال، وإلى أسابيع أخرى لحشد التأييد، ويكون عندها صخر الماطري قد غادر السيشال منذ مدة وعاد إلى قواعده في الخليج سالما، فيما نحن نلوك كلاما بلا معنى». وكتبت ناشطة شابة: «استني يا دجاجة حتى يجيبوا صخر الماطري من السيشال، توه نسمع به العشية في قطر». وذكر ناشطون آخرون بما قيل عن جلب بلحسن الطرابلسي من كندا والذي لم يسفر عن شيء سوى الخيبة الديبلوماسية الشهيرة لأن بلحسن الطرابلسي ظل طليقا يستمتع بالأموال الطائلة التي كدسها خارج البلاد ويسخر من جهود الحكومة لجلبه ومحاكمته.
وفي يوم أمس، ظهرت في الصفحات التونسية أخبار لم نتمكن من التأكد من جديتها تفيد أن صخر الماطري لم يتعرض إلى أية إجراءات جلب من السيشال، وأنه يستعد لمغادرتها على متن طائرة خليجية عائدا إلى الشرق الأوسط، حتى أن ناشطا شابا كتب ساخرا: «سوف يخرج لكم صخر الماطري لسانه من إحدى دول الخليج ساخرا منكم ومن طلب الجلب».
وهاجمت صفحات كثيرة الحكومة التونسية في ما يخص استعادة الثروات المنهوبة وجلب المتهمين الهاربين من عائلة بن علي واتهمتها بعدم الجدية، وفي هذا المجال، تم تداول صورة صخر الماطري مع تعليق طريف جاء فيه: «حكومة ما نجمتش تجيب أبو عياض من جامع الفتح، باش تجيب صخر الماطري من السيشال». ويستغل نشطاء المعارضة هذا التعليق للتذكير بعشرات المطلوبين للقضاء في تونس سواء من المتهمين بنهب الأموال العامة وثروات البلاد أو من مجرمي الحق العام الذي يمارسون الإجرام المنظم في واضحة النهار.