ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أمس أن الولاياتالمتحدة والمشاركين الآخرين في المفاوضات السداسية مع إيران بشأن برنامجها النووية، يسرعون العمل في التهيئة للجولة الجديدة من المفاوضات التي قد تعقد الأسبوع القادم، لبحث احتمال تراجع طهران عن بعض أنشطتها النووية مقابل تسهيل العقوبات المفروضة عليها. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم إن القوى الست اتفقت على حزمة مقترحات جديدة ستعرضها على إيران في حال موافقة الأخيرة على تجميد العناصر الرئيسية في برنامجها النووي. وكانت طهران قد رفضت عرضا مماثلا في وقت سابق من العام الجاري، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم يشعرون بتفاؤل حذر من تغير الموقف الإيراني تحت وطأة العقوبات الدولية.
وفي حال انعقادها ستكون هذه المحادثات الأولى بين إيران والدول الست منذ جوان . وأشارت «واشنطن بوست» الى أن التحرك الدبلوماسي المكثف على هذا المسار جاء وسط تقارير تحدثت عن إقدام إيران على تنازلات في مفاوضاتها المفصلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن دخول المفتشين الدوليين لموقع «بارشين» العسكرية، الذي تشتبه الوكالة بانه شهد نشاطا نوويا.
وفي الوقت الذي لم تؤكد فيه طهران رسميا الاستعدادات لعقد الجولة الجديدة من المفاوضات، قال ثلاثة مسؤولين من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي للصحيفة إن المفاوضين الإيرانيين يناقشون جدول المحادثات الجديدة التي قد تعقد في إسطنبول. وأضاف المسؤولون أن المفاوضات قد تنطلق الأسبوع القادم، لكنهم رجحوا احتمال تأجيلها الى ما بعد عطلة الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وذكر مسؤولون أمريكيون أن المحادثات الجديدة ستستهدف تحديد مدى استعداد الإيرانيين لتجميد بعض الأنشطة النووية كخطوة مرحلية أو إجراء يرمي الى بناء الثقة. وفي المقابل ستعرض القوى الكبرى على طهران المساعدة التقنية في تطوير برنامجها النووي السلمي بالإضافة الى رفع الحظر على توريد قطع الغيار للطائرات الى إيران. وتابع المسؤولون أن هذه الإجراءات المرحلية، في حال الاتفاق عليها، قد تصبح قاعدة جيدة ل«صفقة كبرى» تحدد القيود الدائمة التي سيفرضها المجتمع الدولي على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.