بعد عامين من الثورة، مازالت بوحجلة (القيروان)، تنتظر التنمية. شباب يلقي بنفسه في خطر التهريب بسبب انعدام الحلول وآخرون يهجرون مسقط الرأس. ورغم المطالب والمقترحات فإنّه لا آذان صاغية حسب تصريحات أبناء الجهة. «الشروق» رصدت مطالب الشباب المعطل عن العمل في بوحجلة والذين نفذوا تحركات ورفعوا نداءات في اكثر من مناسبة. وتعد المنطقة الصناعية من ابرز مشاغل الشبان. حيث يضطر عدد كبير من المعطلين الى السفر نحو جهات أخرى من أجل العمل بينما ينتظر كثيرون فرصا في مسقط رأسهم.
يرى حسان الطالبي المنسق المحلي لاتحاد أصحاب الشهائد العليا أن جهات أخرى حققت انتعاشة نسبيا بعد الثورة بينما بقيت معتمدية بوحجلة مشلولة بالكامل. ويرى أن السلط الجهوية والمحلية لم تفكر في إجراءات فعلية خاصة بالمعطلين. ودعا إلى ضرورة ايجاد حل لأصحاب الشهائد العليا الّذين تكبدوا مشاق السفر من اجل التعلم، أملا في أن يشتغلوا لكن في النهاية بقوا دون عمل يحفظ كرامتهم. واقترح التسريع بتهيئة المنطقة الصناعية لأن اموالها مرصودة منذ سنة 2011. كما أشار إلى تفاقم ظاهرة النزوح إلى الولايات المحظوظة نتيجة فقدان مقومات الحياة في مسقط رأسهم وغياب التشجيعات لفلاحي الجهة بينما تعد بوحجلة منطقة فلاحية بامتياز تتمتع بتربة جيدة ومناخ ملائم للنشاط الزراعي والغراسات المختلفة وهي مقومات تستطيع تحويلها إلى جنة فوق الأرض لو توفرت الإمكانيات المادية والدعم. والسلطات المحلية والجهوية مدعوة إلى الانتباه إلى هذه الثروات واستغلالها الاستغلال الحسن حسب قوله.
ناجية عزالدين (ام لطفل) متحصلة على ماجستير في المالية سنة 2005 ومعطلة أيضا أفادت أنها لم تلاحظ تغيرا على المستوى التنموي بعد الثورة. وانخرطت في العمل التطوعي ( جمعية الكرامة) لتساعد العائلات المعوزة بخدماتها وأكدت انها اكتشفت هول عدد العائلات الفقيرة ببوحجلة. وطالبت بتحسين البنية التحتية وتهيئة المنطقة الصناعية لجلب الاستثمار وبعث معامل ومصانع مختصة لتحويل المنتوجات الفلاحية المعروفة بالجهة كالفلفل والطماطم وبعث خزانات للحبوب.
شاكر الشريقي أفاد ان بوحجلة هي عبارة عن مجموعة أكواخ متناثرة بين ثنايا الطرقات المهترئة والمسالك الفلاحية وصعوبة التنقل مما دفع بعض العائلات الى إجبار أبنائهم الصغار على مغادرة مقاعد الدراسة. وطالب بلفتة تنموية الى منطقتهم وتوفير تغطية اجتماعية للعائلات المعوزة. واعطاء المنطقة حظها في مختلف المشاريع. أيمن المحرزي متحصل على شهادة ممرّض أفاد بدوره ان بوحجلة تزخر بأصحاب الشهائد العليا الذين اكتفوا بتعليقها على جدران غرفهم لتذكّرهم بمأساة بطالتهم وعلق بأنهم يقبعون في سجن كبير اسمه «بوحجلة»، وطالب بالتشغيل والمصانع وبالمنتزهات لأن الشباب ليس لهم من وسائل للترفيه سوى المقاهي رغم ان المدينة لها مقومات طبيعية هامة ومنتوجات فلاحية قيمة، كما اقترح بالتعجيل في تهيئة المنطقة الصناعية. فبإمكان هذه المنطقة ان تساهم في توفير الشغل لشباب الجهة بأكملها وتنتشله من براثن البطالة.
وأشار الى مشاكل اخرى يواجهونها مثل تدهور الخدمات الصحية نتيجة نقص التجهيزات والإطار الطبي وافتقار الماء الصالح للشراب في بعض العمادات وتدهور البنية التحتية وعدم تشجيع القطاع الفلاحي. وأفاد ان عبارة «الحكومة لا تملك عصا سحرية لتغيير الواقع بسرعة» يردّدها المسؤولون دائما وطالب بفتح ملف التنمية بشكل عاجل وبلا تأخير على غرار ولايات اخرى تمّ اقرار مشاريع فيها. كما يرى أن المشاريع القليلة التي انجزت كانت تفتقر الى الجدوى والنجاعة وهو ما عمّق الشعور العام بانّعدام الجدّية في التعامل مع مشاكل الجهة التنموية.
والمنطقة الصناعية ان اموالها مرصودة منذ سنة 2011 ولكن المشكل العقاري مازال قائما. واقترح تهيئتها في هنشير النصر الذي يتسع ل 5 آلاف هكتار وهي اراض مهملة وغير مستغلة، وأكد ان بوحجلة تشهد تهميشا في كل القطاعات وختم قائلا «الرجاء انقذوا بوحجلة من الفقر والحرمان».