مازال الاعتداء الذي طال اجتماع حركة نداء تونس بجربة ظهر السبت يلقي بظلاله على الحياة السياسية وقد تسارعت ردود الأفعال للأحزاب السياسية والناشطين . في اول ردود الفعل على ماحدث في جربة قال رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري نجيب الشابي ان ما حصل مؤشر خطير جداً على انزلاق الحياة السياسية نحو العنف وان في ظروف كهذه لا يمكن الحديث لا عن انتخابات ولا عن انتقال ديمقراطي ، اما الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي فاعتبر ما حدث نموذجا من نماذج السلوك الفاشستي الإجرامي الذي يسعى الى تصفية المعارضين وفي السياق ذاته أدان شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ما حدث واعتبره دليلا اخر على إصرار حركة النهضة على تعطيل الحياة السياسية .
واصدر الحزب الاشتراكي بيانا أدان فيه ما حدث وطالب فيه القوى الديمقراطية بأن تجمع صفوفها من اجل الدفاع عن الحياة المدنية والدولة والنظام الجمهوري وذلك بتشكيل جبهة سياسية واسعة تضم كل القوى المؤمنة بالانتقال الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة وفي نفس السياق اصدر الحزب الاجتماعي الديمقراطي بيانا وقعه احمد ابراهيم حذر فيه من خطورة المأزق السياسي الذي تنزلق نحوه البلاد وحمل فيه الحكومة وحركة النهضة مسؤولية ما حدث واعتبر الحزب انه لا بديل عن جبهة واسعة لوضع حد لهذه الممارسات التي تهدد السلم الاهلي .
كما حمل المجلس المركزي لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي «الحكومة وخاصة وزير الداخلية المسؤولية الكاملة في تردي الاوضاع الامنية وانتشار العنف بكافة أشكاله بما قد يفقد الدولة هيبتها ويهدد الانتقال الديمقراطي» حسب تقديره. وأكد الحزب في بلاغ صحفي أصدره مساء أول أمس السبت على اثر اقتحام اجتماع حركة نداء تونس بجربة وقطعه مساندته للحركة ووقوفه الى جانبها في التصدي لظاهرة العنف السياسي اللفظي والمادي الذي تفشى حسب وصفها «بصفة مرعبة». ودعا الحكومة إلى «الاسراع في اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لحل رابطات حماية الثورة» الذي قال إن الاحداث بينت بما لا يدع مجالا للشك بأنها كتائب لبعض أحزاب الترويكا وخاصة منها حركة النهضة».
وعبر الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بالعيد أمس الاحد 23 ديسمبر 2012 عن شديد أسفه من الاعتداء الذي تعرضت له حركة نداء تونس أول أمس السبت 22 ديسمبر 2012 بجزيرة جربة، واصفا الحدث أنه «جريمة واضحة في حق حزب سياسي». ودعا شكري بالعيد من جهة أخرى إلى حل الميليشيات «المجرمة والمعادية للحياة الديمقراطية»،على حد تعبيره. وعرج المتحدث في حديثة على الاعتداءات التي تمت مؤخرا على الاتحاد العام التونسي للشغل وبعض المثقفين وعدد من الأحزاب، متهما هذه الميليشيات في التسبب في حالة الاحتقان والتوتر بالبلاد مشددا على ضرورة الوقوف لمثل هذه الظواهر لضمان حرية النشاط السياسي.
و قال الناطق الرسمي باسم حزب الجبهة الشعبية حمة الهمامي في تصريح لإذاعة موزاييك إن ما تعرض له أعضاء حزب نداء تونس في اجتماع عام في جربة لا يستهدف تلك الفئة السياسية بل جميع المعارضة مضيفا «نحن نعتبر استهداف نداء تونس استهدافا لنا» وتابع حمة الهمامي «لن ننتظر حتى يتم الاعتداء علينا كجبهة شعبية سنتضامن مع جميع السياسيين الذين يتعرضون للقمع بسبب أرائهم»
من جهته صرح محمد بنور الناطق الرسمي لحزب التكتل من أجل العمل والحريات أنّ أعمال العنف الّتي شهدتها جزيرة جربة على خلفية اجتماع حركة نداء تونس لا تختلف عن تلك التي عرفها مقر السفارة الأمريكية يوم 14 سبتمبر الماضي وأحداث 17 ديسمبر الجاري في سيدي بوزيد وأكّد محمد بنور على موجات شمس أف أم على ضرورة حل رابطات حماية الثورة وعبّر عن رفضه لأي هيكل موازي للسلطة. واعتبر أنّ الثورة تُدافع عنها مؤسسات الدولة وليست رابطات حماية الثورة.
وأصدرت التنسيقية المحلية للجبهة الشعبية بجربة بيانا اعتبرت فيه الاعتداء على حزب نداء تونس « حلقة من حلقات العنف الممنهج الذي تشهده الجهة ويطال السياسيين والحقوقيين والفنانين أيضاً» وحملت الجبهة حركة النهضة مسؤولية ما حدث واعتبرت ان مسؤوليها وقياداتها المحلية كانوا وراء تنظيم الاعتداء الذي استهدف حركة نداء تونس .
من جهة أخرى تبرأت مريم بن يوسف من عائلة الزعيم الراحل صالح بن يوسف من المعتدين الذين استعملوا اسم عمها الذي نذر حياته من اجل الدفاع عن تونس وطالبت في تعليق على صفحتها على شبكة الفايس بوك بعدم الزج بوالدها في معارك لا تليق به ولا بتونس وثورتها وجاء تعليق مريم بن يوسف ردا على تصريحات بعض قادة النهضة بأن المحتجين هم من اليوسفيين الذين يعارضون الباجي قائد السبسي .
اما على الصعيد الدولي فقد أشار ممثل المفوضية الدولية لحقوق الانسان مالك سبيث الذي كان حاضرا في قاعة النزل ان فرع المفوضية في تونس سيتابع كل ماحدث وسيوكل محامين لتتبع حركة النهضة ووزير الداخلية علي العريض لضلوعه في دعم عصابات تمارس العنف وتستهدف مدنية الدولة .ويتمسك حزب نداء تونس بتتبع حركة النهضة ورابطات حماية الثورة لدى المحاكم الدولية حسب ما اعلنه القيادي في الحركة رضا بالحاج مساء اول امس السبت .