رغم تذمّر التونسي من الوضع الاقتصادي في البلاد والغلاء إلاّ أن صفوف المنتظرين لدورهم أمام محلات بيع المرطبات والدجاج «المصلي» أمس تبعث إلى الحيرة والتساؤل عن مدى جدية هذه الشكوى... كعادته اصطفّ التونسي أمس أمام محلات بيع المرطبات لإشتراء حلويات رأس السنة الادارية. وقد عرفت المحلات المعروفة صفوفا طويلة حتى أن بعضها نظم حرفاءه حسب الارقام حتى لا يتخاصموا على دورهم والطريف ان جلّ الحرفاء لم يكتفوا بعلبة حلويات واحدة بل تراهم يحملون أكثر من علبة.أما أسعار المرطبات تبدأ من 20 دينارا في الأحياء الشعبية وتصل الى 200 دينار في الأحياء الراقية التي تعرف فيها الحلويات جودة وتنوّعا كبيرين.
تحريم
فئة واسعة قررت هذا العام عدم الاحتفال برأس السنة الإدارية كما جرت عليه العادة وذلك نتيجة تحريم عدد من الأئمة لهذه الاحتفالات واعتبارها غير متلائمة مع الديانة الاسلامية. لكن رغم عزوف هذه الفئة فإن محلات بيع المرطبات مازالت تشهد إقبالا كبيرا حتى أن أحد المسؤولين بهذه المحلات ذكر لنا ان ربح ليلة رأس السنة من المرطبات في محله بلغ 11 ألف دينار وهناك من تجاوز 23 ألف دينار.
صنع منزلي
تحدثنا الى عديد السيدات اللاتي قمن بالتسوّق لصنع الحلويات في المنزل وفي هذا السياق ذكرت السيدة كوثر أنه خلال المناسبات الاستهلاكية الكبرى يكثر الغش لذلك اعتادت صنع حلويات رأس السنة بالمنزل صحبة أطفالها وترى أن هذه الاجواء أفضل من شراء مرطبات بأثمان مرتفعة وجودة مشكوك فيها وصفوف طويلة من الانتظار.
الهدايا
تطوّرت نوعية هدايا رأس السنة وبطاقات المعايدة التي أصبحت أكثر ميلا الى التكنولوجيات الحديثة فبطاقات المعايدة أصبحت افتراضية أما هدايا السنة الادارية فتتجه بالخصوص الى الحواسيب الصغيرة او ما يعرف ب «الآي باد» والهواتف الجوّالة المتطوّرة وهو ما رصدناه في فضاء افتتح أخيرا بالمرسى في رأس السنة نظرا لإقبال الشباب في الأحياء الراقية على هذه الهدايا.أولياء كثيرون كانوا يختارون لأبنائهم هدايا من التقنيات الحديثة.
الهدايا التقليدية من جهة أخرى يبدو أن الهدايا التقليدية تراجعت حسب الباعة من ذلك الشكلاطة والعطور والورود هذه الهدايا التي تحوّلت الى هدايا رمزية أمام هدايا التقنيات الحديثة التي تتراوح أسعارها بين ألف و4 آلاف دينار.
وفي إطار جولة قمنا بها في محلات بيع العطور ذكرت عدد من البائعات أن النساء أكثر إقبالا على شراء الهدايا من الرجال مضيفة ان هذا العام رصدت تراجعا نسبيا في حجم المبيعات.
الروتي
لا يختلف عشاء رأس السنة كثيرا بين الأسر التونسية اذ ان جلهم يقتنون دجاج «الروتي» الذي يباع بهذه المناسبة في جل المحلات بين 5 و6 دنانير. وهناك من العائلات من يفضل طهي الدجاجة في المنزل بل هناك من يفضل الدجاج العربي و«السمّان» او البطّ الذي يطهى على الطريقة الهندية.مظاهر الاحتفال برأس السنة لم تختف من تونس بل بقيت عادة تفضلها جلّ العائلات رغم ما صحبها هذا العام من تحريم ورغم الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد والتونسيين عموما وتذمّرهم من الغلاء.