تجمع منزل المهيري (القيروان) عديد الأراضي الفلاحية الواسعة وتساهم بنسبة كبيرة في توفير إنتاج وفير ينعش اقتصاد البلاد لكنها تشكو عديد المشاكل والعراقيل في المجال الفلاحي والمسالك الفلاحية غير المعبدة والمهيأة فهل من تدخل عاجل؟ وأهم مشكل للفلاحين هو عدم كهربة الآبار وإقصاؤهم من الاشتراك في الرّيّ من سد سيدي سعد بتعلة أن الفلاحين خارج المناطق السقوية. والحال أن أراضي فلاحية شاسعة بمنزل المهيري تئن تحت وطأة العطش فالزيتون والأشجار المثمرة الأخرى مهددة بالإتلاف والضياع. وقد عاين والي القيروان ذلك.
ضيعات فلاحية قرب السد لكن
قفز إلى واجهة الأحداث في المدة الأخيرة ملف الأراضي الفلاحية حتى بات سبب الاحتقان الاجتماعي الذي تعيش على وقعه اهالي نصر الله بصفة عامة ومنزل المهيري بصفة خاصة.
من خلال مرافقة «الشروق» لزيارة السيد عبد المجيد لغوان والي القيروان اكتشفنا ان اهم مشكل يعاني منه أهالي المهيري هو مشكل الأراضي الفلاحية، فإلى جانب مشاكل شركات الاحياء التنموية استكشفنا معضلة أخرى وهي وجود صنفين من الاشجار وموقعين تفصلها الكروم الهندي فقط أي ضيعات سقوية تابعة للمناطق السقوية التابعة لسد سيدي سعد بمنطقة الفجيج وبها أشجار زيتون ذات انتاج ضخم ولونها أخضر نضر. وبالمقابل وعلى بعد ثلاثة امتار هناك ضيعات واضحة عليها علامات الجفاف وأشجار زيتون شاحبة ودون حبات زيتون تذكر نتيجة العطش ولون الأغصان والأوراق مالت الى الاصفرار ومهددة بالإتلاف.
وعبر اغلب الفلاحين عن «عقاب» جماعي تعرّضوا له من طرف المندوبية الفلاحية يتمثل في ربط أراضيهم بالمنطقة السقوية ومعاقبتهم ايضا من خلال تمكينهم من الكهرباء ذات الضغط العالي بالرغم ان مياه السد تصل إلى معتمديات أخرى حسب قولهم وضيعتهم تتسع لحوالي 150 هكتار. أما في ما يخص وصول الماء إلى معتمدية أخرى هذا نفاه ممثل المندوبية الفلاحية الذي رافق الوالي في الزيارة. وأكّده مهندس فلاحي بنفس المندوبية ووقعت بينهما مشاحنات.
شركات الاحياء
وهذا قد طرح موضوع شركات الاحياء والتنمية والتي تسببت احتجاجات وتحركات اجتماعية في السّابق. فمن جهة نجد المواطنين يؤكدون انها في الاصل هي ارض ابائهم وأجدادهم وتم منحها في شكل ما يسمى ب «شركات الإحياء» أو في شكل تسويغ طويل المدى هو أقرب للهبات منه لأي شيء آخر. وتمتع بعمليات التسويغ أشخاص بصفة مشبوهة، واختزن الفلاحون الصغار ومهمشو الريف جراء ذلك مشاعر عميقة بالغبن والاستياء والغضب حسب قول احد المتدخلين وعموم سكان الريف مثلهم مثل غيرهم من الفئات الشعبية الأخرى والذين أصيبوا بخيبة أمل نتيجة تأخير اسقاط حق الشركات المتبقية وطالبوا بمقاسم فلاحية خاصة بشركة التنمية الفلاحية بالفجيج والشركات الأخرى.
واقع مرير ويتطلب الحلول
الفلاحة في منزل المهيري قادرة على أن تكون متطورة وقادرة على تحقيق وفرة إنتاجية كبيرة إلا ان إهمال قطاع الفلاحة دفع بأعداد هائلة من سكان الريف إلى النزوح نحو المدن المحظوظة التي حوصرت بأحزمة الفقر مما زاد في تأزيم أوضاعهم. ويستوجب معالجة أوضاعه معالجة عميقة وجوهرية بعيدا عن الترقيعات التي ظلّ المسؤولون بما في ذلك بعد 14 جانفي يرددونها دوريا بمناسبة ومن دونها كالحضائر والآليات وغيرها من المسكنات. فهل ستبقى منزل المهيري منطقة مهمشة ومحرومة بالرغم من وجود مهارات وكفاءات وأراض شاسعة؟
الوالي يطمئن ويقرر
أكد والي الجهة انه سيتم إسقاط حق أغلب شركات الأحياء. وأنها مسألة إجراءات وقتية لا غير في التعطيل وسيعمل بالتنسيق مع كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة للتسريع في تحديد مصيرها. وستسند لديوان الاراضي الدولية بصفة وقتية لمواصلة التسيير وبضمان حق جميع العمال. أما في ما يخص توسعة المنطقة السقوية فقد قرر تحديد جلسة في الغرض بحضور كافة الاطراف وقد استبشر اغلب الحاضرين ورحبوا بالإجراءات.
المستثمر يرد ويوضّح قيس الفوراتي وهو مستثمر بشركة التنمية الفلاحية بالفجيج أفاد ان شركته التي اسقط عنها الحق، كان سببه تعرضها إلى عديد الاعتداءات من إتلاف الإنتاج وسرقة المواشي والمعدّات الفلاحية. وأمام تعطل عمل شركات الأحياء يتوقّع ان الدولة ستواجه تراجعا في إنتاج الحبوب لهذه السنة مثلما جرى للحليب وهو نتيجة خوف جميع المستثمرين من الزراعة لان مصير شركاتهم غير واضح تماما خاصة اثر تصريحات الوالي الذي بشر بإسقاط حق الشركات إلى جانب فقدان البذور والأدوية مثل DAP.