«مرأة حرّة... مجتمع حرّ» كان هو الشعار الذي التحف به مؤتمر المرأة لحزب العمّال... أهازيج مع أغاني... وأناشيد مع كلمات، كان ذلك جزءا من أجواء القاعة التي استوعبت المؤتمر التأسيسي لمنظمة المرأة للحزب الذي افتتحه مؤخرا السيد حمة الهمامي. ذكريات نضالية عبر الجامعة... ولقاءات في الذاكرة، عبرمحطّات الحراك الاجتماعي، من انتفاضات 26 جانفي 1978 الى انتفاضة الحوض المنجمي 2008 مرورا بانتفاضة الخبر 1984...
كلّها كانت المحطّات المؤسسة لثورة الكرامة في 14 جانفي، وقد كان لها القول الفصل في علنية الحياة العامة للاحزاب المحظورة والمقهورة سابقا... الحريّة للمرأة تساوي الحريّة لكلّ المجتمع، كان ذلك هو الشعار والهدف في الآن نفسه...
افتتاح مؤتمر المرأة لحزب العمّال، لم يكن ليخلو من كلمة حمّة الهمامي الأمين العام للحزب، والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبيةالذي شدّد في كلمته علىأن لا حريّة أو تحرّر للمجتمع التونسي ولا ديمقراطية حقيقية يمكن أن ترى النور بدون حريّة المرأة... ومساواة واضحة وجلية بين المرأة والرجل...
حمّه الهمامي الذي ردّد كثيرا مفهوم حرية البشر، ومساواة البشر في تونس ما بعد الثورة، فسّر الأمر على أساس ضرورة أن تعني الثورة وأهدافها، مساواة بين البشر على اختلاف لونهم وعرقهم وجنسهم...
حمّه الهمامي الذي لم يفوّت الفرصة لتوجيه نقد للقوى التي قال عنها إنها لا تعي معنى الثورة من حيث أن استحقاقاتها تعني التقدم الى الأمام في كل المجالات، بدأ كلمته بالقول «أتكلّم في مؤتمركنّ هذا بصفتي حمّة النصراوي»... في إشارة منه الى من وصفته بهذا النعت عبر «الانترنيت» بأنه يحمل لقب زوجته الاستاذة راضية النصراوي. حمّة الهمامي تحدّث عن الثورة وقال انها مازالت في منتصف الطريق، ناعتا المرحلة الساسية الحالية بأنها مرحلة استثنائية.
ووضع الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، سؤالا نعته بالرئيسي: هل أننا سنتمكّن من قبر الاستبداد ونقيم الجمهورية الديمقراطية الحقّة أم أننا سنفشل ويعود الاستبداد بعناوين جديدة؟
وأضاف في معرض ردّه على هذا السؤال الذي وضعه بنفسه ان تونس قد تعرف عودة الاستبداد بشكل أشنع من القديم..
وقال ان نساء تونس كن دوما في مركز الصراع السياسي والاجتماعي، مبيّنا بالقول: و«دون مغالاة نقول إن نصّ الدستور الجديد سيكون هو المعيار من حيث محتواه، سيكون المعيار الأساسي للحكم على طابعه الديمقراطي... وأن ما سيقع من تغييرات على واقع نساء تونس سيكون المعيار الصحيح للحكم على ثورتنا إن هي فشلت أو نجحت...
إن المسألة النسائية هي جزء لا يتجزّأ من الثورة الديمقراطية... و«لا يمكن بالمحصلة الحديث عن ديمقراطية بدون مساواة بين المرأة والرجل... مساواة بين البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ففي كل مراحل التاريخ تقدّمت تونس الى الأمام بفضل رجالها ونسائها على حد سواء...
وكانت القاعة التي احتضنت الجلسة الانتخابية لهذا المؤتمر، تصدّرتها صورة لنساء الحوض المنجمي في «الرديف» أساسا، وفيها نساء من كل الفئات العمرية والاجتماعية في مظاهرة احتجاجية للمطالبة سنة 2008 بالافراج عن مساجين ومعتقلي الحوض المنجمي...
واستذكر حمّه الهمامي، القولة الشهيرة لسيّدة في سيدي بوزيد في ديسمبر 2010 عندما قالت: «أينكم يا رجال سيدي بوزيد»، معتبرا أن ذاك القول والموقف كانا محفّزين لاندلاع ثورة 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011.
وبيّن عبر مراحل التاريخ، أن نضال النساء لم يناد مرّة بالعودة الى الوراء... وختم بالقول: من لا يكون مع المساواة بين المرأة والرجل لا يمكن أن يكون مع مساواة أبناء البلد الواحد ولا مع المساواة بين الجهات.
وتحدّث الهمامي بالأرقام التي بدت مفزعة، عن الأمية في صفوف النساء والبطالة في صفوف حاملات الشهائد العليا، ليقف على الفارق الكبير بين الرجال والنساء، في غير صالح المرأة بالطبع، وهي احصائيات صادرة عن مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، ومن بينها أن 60٪ من عمّال المناولة هنّ نساء!
وبخصوص العنف الذي استشرى في البلاد قال حمه الهمامي ان العنف المادّي والمعنوي ضد المرأة ازداد بعد 14 جانفي، وأضاف ان الأمومة هي وظيفة اجتماعية، وعلى المجلس التأسيسي أن يضمّن الدستور حق الأم في عطلة 14 أسبوعا للولادة، لأن هذا الأمر الآن يتم على أساس أن الوضع (الولادة) يكون عبر رخصة مرضية للأمّ العاملة. آمال الحمروني غنّت في الجلسة الافتتاحية عن المرأة التونسية:
«سمراء يا أم عيون خضر والشامة عربية...» عبر أغنيتها: لو النّدى دمعة سكيبة.