رغم تنامي غراسات الزيتون في معتمدية عمدون، وامتداد حقول هذه الشجرة على مساحات هامة من أراضي الجهة،إلا أنها تسجل هذا الموسم تراجعا قياسيا في الصابة من هذه الثمار وهذا ما يتطلب تدخلا حازما للبحث في الأسباب وإيجاد الحلول البديلة. تذمر جل الفلاحين من تدني المحصول إلى أقل من الثلث،مقارنة بمواسم سابقة،حيث لم يجن أكثر من قنطارين من كان يحصد طنا واحدا في السنوات السابقة وعلق بعضهم أنه حتى في السنوات العجاف قد ينزل المحصول إلى النصف ولكن ليس بهذه الحدة.
قمنا بجولة في معاصر الجهة وعددها ثلاث وتستقبل معظم الصابة المحلية سنويا، حيث قال علي بكار وهوصاحب معصرة انه لم يدخل محله أكثر من ثلث الكمية المعتادة،وفي مقارنة بسيطة بين السنتين الماضية وهذه، هناك نقص بنسبة 60% من مجموع الإنتاج،وهي نسبة أكدها الجميع.
إلى جانب الكمية المفقودة هذه السنة في صابة الزيتون،فإن أصحاب المعاصر يشتكون أيضا من مشاكل كثيرة تهم جانب الدعم في القطاع.
من جهته يقول الشاب اسكندر المديني،وهوصاحب معصرة عصرية إن صاحب المعصرة إلى جانب كونه يعصر بضاعة الحرفاء،فهو تاجر بالأساس بمعنى أنه يشتري كل الثمار التي تُنقل إلى محله بغرض البيع،ثم يقوم بعصرها بعد ذلك ويبيعها زيتا إلى ديوان الزيت،إلا أن هذه العملية تواجه صعوبات حسب قوله هذه السنة،وذلك بسبب إغلاق الديوان إلى حد اليوم،وامتناع المصدرين عن شراء الإنتاج بحجة أنهم لم يحصلوا على التأشيرة للتصدير ،فأصاب بضاعتنا الركود حيث بقيت الكمية المنتجة في مكانها.
أما عدم تحديد التسعيرة فقد جعلنا نشتري في وضعية غامضة ولا ندر إن كان السعر الذي ندفعه بالربح أم بالخسارة،ينضاف إليه عدم تمويل القطاع من البنوك الذي جعلنا لا نجد السيولة الكافية لنواصل عملية الشراء،أمام توقف عملية التسويق التي جعلتنا نضع رأس مالنا فيما أُنتج إلى حد الآن ثم نتراجع،مع العلم أن ربط انطلاق التسويق برأس السنة سيكون الموسم قد انتهى وقتها خاصة في ظل قلة المحصول هذا العام.
واعتبر الحجاجي صاحب محل تجاري وتنشط تجارته خلال موسم الزيتون،أن هذه السنة مخيبة للآمال خاصة للتجار حيث لم يحقق دخلهم شيء يذكر هذه السنة. وبحثا عن أسباب هذه الظاهرة توجهنا إلى السيد كمال العوادي تقني فلاحي،وعلى عكس الفلاحين الذين عزوا الأمر إلى المناخ المتمثل في ثلوج الشتاء الفارط، وحرارة الصيف الشديدة،أكد السيد كمال أن الحالة في عمومها طبيعية،نظرا لكون شجرة الزيتون تنتج سنة بسنة،أما بخصوص تدني الإنتاج بشكل حاد على غرار هذا العام فمرده إلى قلة العناية بأصول الزيتون،من ناحية التقليم السليم على أسس علمية،والتسميد والحراثة...