كانت « الشروق» بتاريخ 25 أوت 2012 قد تناولت الحالة اللا معقولة التي كان عليها الجامع العتيق بحي الرحيبة بمدينة تستور، هذا الجامع الذي تطوّع له أبناء الحي والعديد من المواطنين الميسورين للمساهمة في الحفاظ عليه وصيانته. هذا المعلم الذي شيد مع تأسيس تستور القديمة. الجديد في هذا المجال هو تأسيس جمعيّة تعنى بهذا الجامع أطلق عليها «جمعيّة اعمار وصيانة الجامع العتيق بالرحيبة» منذ مدّة غير بعيدة، مقرّها نهج ابراهيم الرياحي، ويرأسها السيّد الحبيب جهين، فيما كانت الكتابة العامة من نصيب السيد محمّد الوسلاتي أمّا أمانة المال فقد أسندت الى السيّد محمّد الهادي الهنديلي، وعلى اثر صدورها بالرائد الرسمي التونسي، نصّ الهدف العام من هذه الجمعيّة على اعادة الاعتبار للجامع كمعلم ديني وأثري، وتهيئته وتجهيزه بما يلزم لأداء الفرائض.
ومنذ تولّي الهيئة المشرفة على هذا الجامع، تحركت الهمم من أجل ادخال تحسينات مطلوبة على هذا المعلم، وانتهى الى مسامعنا أنّه وقع التبرّع بالأموال والمقتنيات التي تساعد على ذلك، وأوّل الخطوات كانت ادخال التيّار الكهربائي بتاريخ 18 ديسمبر 2012 ومن بعده محاولة حماية بيت الصلاة بما توفّر، ثمّ في ما بعد تمّ ادخال تحسينات ثانية تمثّلت في عمليات التسقيف الوقتي لبيت الصلاة وذلك عبر الأعمدة الحديديّة التي علاها سقف من اللّوح، وذلك حماية من البرد والأمطار، بكلفة وصلت الى 8 آلاف و800 دينارا. كلّ ذلك يندرج ضمن اصرار الجميع على اعادة الهيبة لهذا الجامع واعماره بما توفّر لدى القائمين عليه من موارد تبقى في حاجة للدعم ومزيد التأطير من طرف الدولة التي يبقى المجتمع المدني في حاجة لها من خلال التمويل العمومي لمثل هذه المشاريع. وقد توجّهت هذه الجمعيّة الى كلّ من يرغب في التبرّع بان يتصل بمقر الجمعيّة على عنوانها أو زيارة موقعها على شبكة ال«فايس بوك» جمعيّة اعمار وصيانة الجامع العتيق بالرحيبة تستور». الأكيد أنّه وبعد 5 أشهر قد شهد هذا المعلم المهمّ تاريخيا، العديد من التغييرات المحمودة، وبالجهود المتواصلة يمكن له أن يسترجع بريقه.