اكد السيد لزهر الغرنوقي ل «الشروق» أن عملية الصيد البري تعتبر هواية من أعرق الهوايات المتأصلة في المجتمع التونسي، وهي أيضا فن ورياضة نبيلة تخضع كغيرها من الرياضات إلى قواعد وقوانين مارسها الملوك كما يمارسها اليوم بعض رجال الأعمال، فضلا عن صيادين من السياح الأجانب الذين يواظبون على زيارة بلادنا للغرض سنويا. ويضم جمهور الصيادين المنخرطين في جمعية «صيد الخنزير» فئات اجتماعية مختلفة من تونس العاصمة والحمامات وعين دراهم والجنوب التونسي والفرنسي (روبار) والهدف الرئيسي من نشاطها هو تعديل الثروة الحيوانية. إذ أن كثرة الخنزير يشكل خطرا على الجهة وفي قلته أيضا اختلال للتوازن البيئي وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن الخنزير الوحشي ليس دائما مصدر ضرر وخطر على المحاصيل والأفراد، بل إن دوره ايجابي في المحافظة على التوازن البيئي والطبيعي تماما مثل غيره من الحيوانات البرية والطيور التي تستوجب العمل على حمايتها وتأطير عملية صيدها. ويعرف عن الصيد البري كذلك دوره في إضفاء الحركية التجارية خاصة بمناطق الصيد. ويمكن أن يوفر دخلا محترما لبعض العائلات.
وحسب السيد مختار الخرشفي (رئيس مركز الغابات بالسرس) فإنه يتم سنويا في تونس صيد ما بين 2200 و3000 خنزير، وقد تضاعف عدد الخنازير التي تم صيدها في السنة الماضية وذلك بسبب ارتفاع عدد الحملات الإدارية التي تنظم خارج موسم الصيد البري استجابة لتشكيات المواطنين والفلاحين المطالبين بالحد من أضرار الخنزير التي لحقت بمزارع الحبوب والأشجار المثمرة. علما وأن صيد الخنزير الوحشي يتم خاصة بولايات جندوبة والقصرين وباجة والكاف وزغوان وسليانة وبنزرت. مشيرا إلى ضرورة الدعم لأعوان الغابات والفرق المتجولة بوسائل العمل اللازمة للقيام بعمليات المراقبة بشكل ناجع، وخاصة بهدف إحكام حماية بعض أصناف الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في الجهة مثل الأرانب البرية والحجل والقبرة والسمانة القارة والحمام الأزرق.
وبحسب السيد بوبكر عبد المولى (من دوز) فإن عملية صيد الخنزير بالجنوب تختلف عن الشمال وذلك نظرا لاختلاف البيئة الصحراوية عن بيئة الشمال التي تتميز بكثرة الجبال. إذ يتواجد الخنزير في واحات النخيل ويمتد الموسم على طلية ستة أشهر وهي ضعف المدة في الشمال التي تختتم في 27 جانفي 2013.