الاعتراف بالحق فضيلة لكن بعض الناس يأبون ذلك ويصرون على ليّ عنق الحقيقة وتشويه كل من خالفهم الرأي. لم يخطئ حاتم الطرابلسي قطعا وهو يتحدث عن مردود عناصر المنتخب ويؤكد على أن خليل شمام وشادي الهمامي ومجدي تراوي وحمدي الحرباوي وأنيس البوسعايدي ووليد الهيشري لا يستحقون المنتخب أولا لأن من حق كل شخص أن يبدي رأيه ويقول ما هو مقتنع به، وثانيا لأن حاتم الطرابلسي ليس نكرة في عالم الكرة ولا ينتمي لهذه الجوقة من المحللين التي لا تعرف من الكرة إلا القوالب الجاهزة والتي تغطي عجزها وضحالة مستواها بمهاجمة الآخرين والتقليل من شأنهم.
لهذا السبب استغربت شخصيا (وأظن أن أغلبية الملاحظين والشارع الرياضي معي في هذا الاستغراب) من الهجوم العنيف الذي شنته والدة شمام على حاتم الطرابلسي قبل أن يدخل خليل بدوره المعمعة ليجعل من زميل الجزيري والسليمي وكلايتون صفرا وإسما مجهولا... لا وجود له في سجل الكرة التونسية!
الواقع أن هذا «القصف» العنيف من عائلة شمام بدا لنا مبالغا فيه وظالما تماما، فمردود خليل خلال الكأس الافريقية كان سيئا الى أبعد الحدود إن لم يكن الأسوأ ثم إن المحاسبة تكون مضاعفة لمن حمل شارة القيادة وتحمّل المسؤولية ولم يقدم شيئا للمنتخب.
بالاضافة الى ذلك يبدو التقليل من قيمة حاتم الطرابلسي وأهليته لنقد مردود خليل أمرا غير مقبول ليس للاعتبارات المبدئية التي ذكرناها آنفا والمتعلقة بحق كل إنسان في التعبير عن رأيه وإنما لأن المقارنة بين تجربة حاتم الطرابلسي وتجربة خليل شمام والقيمة الكروية لكل منهما لا تجوز أصلا، فالأول لعب في أجاكس امستردام ومانشستر سيتي وخاض 56 مباراة دولية وتوج بكأس افريقيا للأمم والثاني مازال يتلمس طريقه دوليا اذ لم يلعب حتى الآن سوى 21 مباراة مع المنتخب ولم يغادر مطار تونسقرطاج طائرا الى فريق أوروبي كبير.
ألا يحق لحاتم الطرابلسي أن ينقد شمام وغيره.. أليس مؤهلا فنيا ورياضيا ومن حيث الخبرة ليفعل هذا؟
نحن نرى أنه كذلك ومن العيب اذن أن نقول له... من أنتم؟