أصبحت جمعية «قيروان الأنوار»، بعاصمة الأغالبة الجمعية الثقافيّة الأكثر نشاطا والأكثر تنفيذا لبرامجها وأهدافها. الجمعية حطت رحالها في حي أولاد مناع بالقيروان بفريقها المتنوع. وهو حي شعبي من بين الأحياء المهمّشة. يتفشى فيه الفقر والانقطاع المبكر عن التعليم وتغيب عنه رياض ونوادي الطفولة كما تتفشى الجريمة والانحراف.
ولكن مشاركة الاطفال في مختلف الورشات الإبداعية للجمعيّة، بيّن ان واقع هذا الحي لم يكن إراديا ولا اختياريا وإنما هو نتيجة غياب الإحاطة والرّعاية بالطفولة.
وقال رياض الشريقي كاتب عام جمعية «قيروان الأنوار» ان نشاط الجمعية في حي أولاد مناع، كان في اطار حرص الجمعية على تقريب النشاط الثقافي من الأطفال أبناء الأحياء الشعبية، وضمن البرنامج النصف شهري للجمعية. حيث وفرت الجمعية مختلف فضاءات الإبداع والتنشيط وفتحت عديد الورشات التي شارك فيها الأطفال وأبدعوا واكدوا ان الإبداع هو جزء من حياتهم، ولكنهم لا يجدون الفرصة المتاحة.
وأجمل ما قدمته الجمعية لهؤلاء الأطفال في هذا الحي، هي الابتسامة وروح المشاركة وتقدير الذات واقتناعهم بأنهم أطفال مبدعون. وقد سرّ الأولياء بنشاط أطفالهم وهم يأملون أن يغيروا النظرة النمطية لحي «أولاد مناع». الأطفال يحتاجون الى نشاط مثل هذه الجمعيات من اجل استكشاف ذواتهم.