تتوفر القيروان على 4 جمعيات مسرحية وشركتي إنتاج، هذا التعدد ساهم في خلق عامل التنوع والثراء في الانتاج رغم ركون هذه «المؤسسات» الى نافذة الدعم كشرط للانطلاق والانتاج والعرض والبيع والشراء ممّا يهدّد العمل الثقافي والابداع والمنافسة وهو أمر أثارته المذكرة الوزارية لوزارة الثقافة لتشجيع العمل الابداعي الذي يجد من يسعى إليه كغاية أساسية بينما يسبح الآخرون في غاياتهم الأخرى. وتتميّز الساحة الثقافية بولاية القيروان بالتنوع، ومع ذلك فإن الركود الذي تعيشه كادت تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية أن تعطله بتغليب الندوات وتغييب العمل الثقافي المباشر مع النخبة ومع الجمهور. في هذا الظرف والواقع الذي يشكو جمودا ملحوظا فشلت جهود مندوبية الثقافة ونشاط المندوب الشاب في إذابة جليده رغم سعيه الى الاستماع الى رؤساء الجمعيات. وفي الأثناء تطلّ على الساحة الثقافية بالقيروان وعبر كوة المسرح «جمعية مسرح المدينة» في مسعى من مؤسّسيها لإثراء المشهد الثقافي بعاصمة الأغالبة. «مسرح المدينة» مولود جديد تأسّس بتاريخ 24 أفريل 2009 هدفه تأطير الشباب وخلق فضاء لبلورة واستيعاب طاقاتهم وإبداعاتهم إضافة الى خلق علاقات شراكة مع مختلف الجهات المعنية والجمعيات. طالع ثمر هذه الجمعية، كانت مسرحية «من حكايات شهرزاد» وهي موجهة للأطفال نص وإخراج المربي نور الدين الذويبي رئيس الجمعية وممثل، وتمثيل ثلّة من المنخرطين بالجمعية وهم: رمزي العياري وشكري الصماري ومنير المثلوثي وأمال العبداوي وحمزة البناني وقد تحصلت المسرحية على التأشيرة من طرف لجنة التوجيه المسرحي بتاريخ 23 ديسمبر 2009. وقد تمّ عرض «شهرزاد» مؤخرا بقاعة العروض الكبرى بالمركب الثقافي «أسد بن الفرات» بالقيروان في إطار الشراكة الموقعة بين جمعية «مسرح المدينة» ودار الثقافة وقد حضرها عدد كبير من أطفال المدارس، صفقوا كثيرا للممثلين الذين أبدعوا في أداء أدوارهم بحرفية كبيرة وسط ديكور أنيق. وقد سبق العرض المسرحي، حصة تنشيطية للأطفال الحاضرين أثثها أعضاء الجمعية ومنشطات تمّ انتدابهن حديثا لدار الثقافة وتضمنت أغان وألعاب ورقص وتمثيل فهل تكون الجمعية محركا لعمل بقية الجمعيات ولاعبا أساسيا في مضمار المنافسة على قاعدة الإبداع.. وهل يعود الجمهور الى مقاعد المركب الثقافي وتعود إليه الثقة.