أليس ما وصلنا له اليوم من عنف وصل إلى حد اغتيال المناضل الشهيد شكري بلعيد الذي أترحم عليه باسمي وباسم كل الموسيقيين والفنانين والصادقين في هذا الوطن العزيز هو إحدى نتائج هذا التصحر الثقافي والتهميش المقصود والموجه للفنانين والموسيقيين؟ ألم يكن ذلك عبر توزيع «الكعكة» التي تحدث عنها رئيس الجمهورية مؤخرا؟ ألم يكن القصد منه إفراغ الساحة الموسيقية من مضامينها الجادة والتجويع لكل من كان ضد المخطط الممنهج للحكومة المؤقتة؟ أليس المقصود به ضرب الفنانين وتهميشهم؟.. ألم نشاهد هذا العنف المباشر الذي سلط على الفنانين عديد المرات؟ أليس هو نفس العنف الذي يختبئ داخل المكاتب وبين اللجان التي تشكلها وزارة الثقافة؟ ألم تختص الوزارة في نصب الطعم المتكون من فتات «الكعكة» إلى من تقدر على إسكاتهم؟ أليس هذا اشتراء لذمم الفنانين قصد تقريبهم منها وإبعاد كل من هو ثوريا واقتياد القطيع إلى الحظيرة قصد ترويضهم؟ أين المؤسسات الخاصة التي هي الضامنة الوحيدة لحيادية الفنان عن الحكومات والأنظمة؟ ألا يدعونا هذا لطرح ملفا خطير من ملفات اقتسام «الكعكة» صندوق دعم الإصدارات الموسيقية لسنة 2012؟ ألم يمر هذا الدعم في صمت مريب وفي تكتم وجحود مقصود؟ ألا تبدو لكم لجنة الدعم مثل من أجرى انتخابات لنفسه وترشح الأول بنسبة 99.99٪؟ ألا يذكركم كل هذا بالماضي الفاسد؟ أليس من واجب هذه اللجان الدعم والدفاع عن الموسيقيين المحترفين الذين أثبتوا كفاءة فنية عالية؟ وهل حازوا اجماعا من طرف أهل الفن حول إبداعاتهم؟ هل تأكدت لجنة الدعم أنهم غير قادرين على انتاج وتمويل أعمالهم الموسيقية؟ وهل هي أعمال فنية راقية وعالية الجودة وعلى غاية من الحرفية والابداع والإضافة؟ أليس هم ممن يمتلكون استيديوهات وفرق موسيقية تدر عليهم المال وتغنيهم عن دعم وزارة الثقافة؟.. ألم تضم هذه اللجان في تركيبتها جل النقابات الموسيقية؟ لماذا سكتت النقابة الحرة للمؤلفين والملحنين التونسيين والتي يترأسها السيد عزالدين العياشي الذي عرف بنزاهته وغيرته على الميدان الثقافي والموسيقي بصفة خاصة عن كل هذه التجاوزات؟ لماذا فوض السيد عزالدين العياشي أحد أعضاء نقابته لتمثيله ضمن لجنة الدعم؟.. فهل تابع السيد عزالدين العياشي الموضوع بكل تفاصيله..؟ وهل له علم بطريقة توزيع أموال الدعم..؟ وهل هو راض عن قسمة هذه الوليمة؟ لماذا انقضت لجنة الدعم على «الكعكة» لتتقاسمها فيما بينها...؟ وهل كل الأسماء التي رصدت لها أموال الشعب جديرة بالدعم وبعيدة عن المحسوبية..؟ وهل هذه المشاريع على غاية من الضخامة والأهمية حتى تستوفي كل الميزانية..؟ وأين هذه الانتاجات المدعومة أو المزعومة..؟ ولماذا لم نسمع لها إصدارات..؟ وهل أصحابها حقيقة أم زيف..؟ وهل شاركت زوجات الفنانين في اقتسام هذه الوليمة..؟ وهل ان اللجنة التي أشرفت على توزيع الدعم على الموسيقيين والمبدعين عملت بشفافية وحيادية ونزاهة أم أنها عملت بالمثل القائل: «ما تصح الصدقة كان ما يتزززاو مالي الدار» ودعمت نفسها بنفسها..؟ ولماذا تكتمت وزارة الثقافة ولم تعلن عن أسماء المستفيدين بهذا الدعم وعناوين الاصدارات والمبالغ التي رصدت لهم..؟ وأخيرا وليس آخر، أليس من حقنا أن نطرح كل هذه الأسئلة الاستنكارية؟ هل تظنون أن كل هذه الأسئلة اعتباطية ومتأتية من فراغ؟ هل أخبركم بكل ما لدي من تظلم وتشكيات من أهل الميدان؟ وهل تشكون أن هذه المعلومات مؤكدة وقد فاحت منها رائحة المحسوبية وعدم الانصاف و.. و..؟ حتى لا نقول شيئا آخر... هل سمعتم بالمثل الشعبي القائل: «العظمة ما تقول طق إلا ما فيها شق»؟... ألا يشبه هذا المقال حكاية علي بابا والأربعين..؟