من يحكم تونس اليوم؟ هل هم أصحاب الفكر البقري الذين يرون البلاد بقرة حلوبا يبتزون حليبها صباحا مساء، بكرة وأصيلا حتى إذا «طاحت» كثرت سكاكينها وارتفعت السواطير لتجزئة لحمها اربا إربا ومحاسبة الشعب بالجلد؟
أو هم أولئك الذين شرعوا ان تكون البلاد رزقا من أرزاق السيد الوالد ولا شريك لهم فيها ولا أحكام فيها الا أحكامهم. وما الشعب الا مقيم فيها على وجه الفضل والاحسان & في سبيل ا& لا غير. وعلى كل من لم تعجبه الاقامة فيها الا أن يرحل الى لمبادوزا أو يطلب اللجوء السياسي في الغرب أو يذهب الى الجحيم في بلدان الجحيم أم أولئك الذين انضموا الى تلك «العجوز اللي هاززها واد وتقول زرع ولا ماء ولا تربة والباقي على وزارة الفلاحة من يحكمنا؟
هل هم أولئك الذين ملأوا الدنيا زغاريد في غياب الكسكسي في عرس الزواج بالآنسة شرعية بنت الصندوق على العرف الجاري في الدول الراقية التي لا تعرف لا الزغاريد ولا الكسكسي ولا «تفريق» اللحم بعد النظر الى الوجوه؟
أم من طلقوا الترويكا بالترويكا أي بالثلاث وابقوا على زواجهم بالسيدة شرعية بنت الصندوق التي انجبت المسماة حكومة بنت التأسيسي التي تخير «القماطة» على أن تحبو لعلّة في المفاصل كما يدعي المدعون؟
أم أولئك الذين بنوا من صناديق الاقتراع «دار مقام» وقالوا «سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر ... فاعصفي يا رياح واهطلي يا مطر» و«اللي عندو ريح يذري عشرة».
أم أولئك الذين امنوا بفلسفة «الصباط» و«الكلاسط» وبالنعمة في «شلايك» ليلى، وخفي حنين الديمقراطي أم قطاع الأفق عفوا قطاع الطرق في كل خارطة طريق؟ أم أولئك الذين سلبوا وحرقوا ونهبوا وأضربوا وخربوا وهاجموا وغلبوا وأثبتوا فعلا أن «العزري أقوى من سيدو» في الربيع العربي؟ أم جميعهم؟ جرّب «حل الصرّة تلقى عزرّة» معهم «خيط» و«كف وغرزة».