نظمت مؤخرا الجمعية الثقافية لتنشيط الطفل بسيدي بوزيد تظاهرة تنشيطية تحت شعار «أطفال يطالعون وبراعم يبدعون» بالاشتراك مع وحدة تنشيط الاحياء. وتهدف هذه التظاهرة الى صقل مواهب التلاميذ. ودارت فعاليات هذه التظاهرة التنشيطية بمقر المدرسة الابتدائية الصداقية بمساهمة كل من المندوبية الجهوية للتربية والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة.
حول أهمية المطالعة افاد محمد علي قاسمي المتفقد بدائرة سيدي بوزيد 3 ان القراءة لدى الاطفال تمثل مطلبا تربويا وثقافيا نظرا لما يتسم به عالم اليوم من انفجار معرفي سريع ومتغير لم يعد التعليم الرسمي كافيا لملاحقته كما يمكن للمطالعة ان تساعد التلميذ في عملية النمو من جميع جوانبه وخاصة النمو الاجتماعي والعاطفي والادراكي.
اذ تعتبر المطالعة من اهم وسائل كسب المعرفة والحصول على المعلومات فهي تمكن من الاتصال المباشر بالمعارف الانسانية في حاضرها وماضيها فالقصة يمكن ان تغذي الطفل بالقيم الروحية والمبادئ السامية كما تثري مفرداته اللغوية وتصقل اسلوبه وتوسع افاق تفكيره فهي عبارة عن متعة واشباع نفسي وعاطفي للطفل والمطالعة ستظل دائما اهم وسيلة لاتصال الانسان بعقول الاخرين وافكارهم بالاضافة الى اثرها البالغ في تكوين الشخصية الانسانية بأبعادها المختلفة.
أنشطة لصقل مواهب التلميذ
وفي ما يتعلق بالفقرات المقدمة من طرف فريق التنشيط التابع لوحدة تنشيط الاحياء بسيدي بوزيد اضاف السيد محمد علي ان الانشطة المقدمة ليست فقط من اجل منح الاطفال المرح والترفيه وانما هي انشطة مدروسة تبث في الاطفال الحماس والاندماج مع الغير وهي فرصة لتلاميذ المدرسة الابتدائية بالصداقية لصقل مواهبهم من خلال تعاملهم مع مختلف الورشات نظرا لان الانشطة لم تعد مجرد وقت للترفيه بقدر ماهي منهج متكامل يهدف الى تأكيد المعلومات الدراسية وتأصيل السلوكات التربوية وتوظيف اللعب والنشاط من اجل تثقيف الاطفال فضلا عن تنمية مواهبهم وهي تخلق لديهم احترام النظام المتبع في المدرسة والبيت والمجتمع عموما.
من جانبها السيدة امال حمرشة رئيسة الجمعية الثقافية لتنشيط الطفل وصاحبة تظاهرة «أطفال يطالعون وبراعم يبدعون» بالاشتراك مع وحدة تنشيط الاحياء بسيدي بوزيد اوضحت انه في نطاق ترغيب الاطفال في المطالعة وتحسيسهم بأهمية ودور الكتاب في كسب المعرفة قامت الجمعية مثلما دأبت على ذلك في مناسبات سابقة باستضافة الكاتب البشير الهاشمي الذي استجاب مشكورا للدعوة وبالتعاون وبالتنسيق بين اطار الاشراف البيداغوجي بدائرة سيدي بوزيد 3 ولجنة تنشيط الاحياء وادارة المدرسة الابتدائية حيث قدم التلاميذ عرضا مسرحيا لاحدى قصص المؤلف مشفوعة بمحاضرة القاها السيد بشير الهاشمي حول ادب الطفل بحضور عدد من الاطارات التربوية ومعلمي الاقسام التحضيرية بالدائرة.
تحدّ كبير من أجل الطفل
هذا وأكدت السيدة امال ان الجمعية رغم صعوبة الظرف والعراقيل التي تعترضها في غياب الدعم والمساندة من كافة السلط المسؤولة تحدت جميعها وكانت في مستوى الحدث من اجل ترسيخ وغرس حب المطالعة لدى تلاميذ المدارس الابتدائية اذ ان جميع الانشطة التي قامت بها الجمعية بمجهود ودعم ذاتي خدمة لأطفال الجهة الذين هم في حاجة ماسة لمثل هذه الفقرات التنشيطية التي من اجلها بعثت هذه الجمعية. اما السيدة نجاة عليبي مديرة وحدة تنشيط الاحياء بسدي بوزيد فقد بينت ان هذه التظاهرة جاءت في نطاق ترسيخ افاق الشراكة في مجال التنشيط التربوي الاجتماعي بين مؤسسات الشباب ومؤسسات التربية والتكوين ومن خلال عنوان التظاهرة «اطفال يطالعون وبراعم يبدعون» فقد كانت الانشطة المبرمجة من طرف الوحدة موجهة بالأساس لبراعم واطفال المدرسة الابتدائية بالصداقية وذلك قصد تمكينهم من مجموعة من مهارات حيث تراوح عمل الورشات بين فنية وتشتمل على ورشة الرسم العملاق وورشة البراعة اليدوية وورشة تلوين الرمل وورشة صنع الدمى واخرى للتلوين والتزويق ثم ورشة التنكر. اما الورشات الرياضية فقد تم تخصيص جانب للألعاب الهوائية واخرى رياضة للجميع وقد ضم البرنامج تنشيط جماهيري من خلال رقصات جماعية وعرض مسرحي لعرائس الدمى.
وقد شارك في اعداد العرض بالاضافة الى فريق لجنة تنشيط الاحياء كل من اطارات نادي الطفولة المتنقل ودار الشباب المتنقلة بحضور منشطي السنوات التحضيرية عن دائرة التفقد سيدي بوزيد 3.
هذا وقد اشاد السيد رمضان عمري مدير المدرسة الابتدائية بالتظاهرة التنشيطية والبرامج المقدمة التي ادخلت البهجة في نفوس اطفال الصداقية بما ان التنشيط في المدارس لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه بسبب ضعف المبادرة لدى الفاعلين التربويين فحتى النصوص التنشيطية في كتب المطالعة مثلا فهي موجهة للقراءة المعرفية دون تمثيلها أو مسرحتها لانعدام المؤطرين المسرحيين وما يعزز هذا القول عدم التنصيص في مقدمات الكتب المدرسية على الكفايات التنشيطية.
واضاف السيد رمضان ان ما قامت به الجمعية الثقافية لتنشيط الطفل من خلال استضافتها للكاتب ومسرحة احدى قصصه من طرف عدد من التلاميذ يعد بادرة جديرة بالتنويه وذلك لما لقيه المتعلمون والاطارات التربوية الحاضرة من فائدة جعلت الكل يدرك دور واهمية المطالعة بالنسبة للطفل ويطالب باعادة ادراج حصص الترغيب في المطالعة في البرامج التعليمية.
كما عبّر السيد العمري عن عميق امتنانه لفريق لجنة تنشيط الاحياء بسيدي بوزيد على ما نجزه من فقرات متنوعة سواء الموجهة لأطفال المدرسة أو للاطارات التربوية الحاضرة وللجهد المبذول من طرفهم لانجاح هذه التظاهرة بما ان فترة الاعداد استغرقت حوالي شهر تخللتها عديد الجلسات التي أفرزت في النهاية نجاحا ادخل البهجة في نفوس كل الحاضرين.