هل تنقذ مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل للحوار الوطني المشهد السياسي من التأزم؟ تبدو الآن مبادرة الاتحاد للحوار هي أقرب الحلول إلى الخروج من أزمة حكومية صنعتها أطراف سياسية وجدت نفسها اليوم في موقف صعب. كان من المنتظر أن يجتمع مجلس الحوار الوطني في إطار مبادرة الاتحاد نهاية هذا الأسبوع لكن الوضع السياسي حتم تأخير الأمر في حين تقرر عقد اجتماع لمكتب المجلس الوطني للحوار يوم أمس وهو المكتب الذي يضم اتحاد الشغل ورابطة حقوق الانسان وعمادة المحامين.
وفي تصريح ل«الشروق» أكد الأمين العام حسين العباسي أن مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الاتحاد تكون المبادرة الوحيدة التي تحظى بدعم وقبول الغالبية الكبرى من الأطراف السياسية والمدنية وأنها الفضاء الوحيد الآن لتحقيق التوافق وانقاذ المشهد السياسي وتخليصه من الأزمة.
ووجه «العباسي» نداء إلى الأطراف السياسية التي رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار وهي حركة النهضة وحزب المؤتمر. إن أية مبادرة أخرى يطلقها حزب سياسي لا يمكن لها أن تنجح في الوصول إلى وفاق وطني لذلك صار الآن من مصلحة الجميع دعم مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل بقوة والالتقاء داخلها للوصول إلى وفاق حقيقي وتجنب التجاذبات السياسية.
إن قوة ومصداقية مبادرة الحوار الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل أنها تأتي كقوة اقتراح لا يمكن لها أن تعوض السلط الدستورية والشرعية القائمة الآن.
النهضة
هناك حقيقة الآن يعرفها كل الشارع السياسي وهي أن حركة النهضة في كل الحالات لن تكون في وضع مريح خاصة مع الأطراف السياسية وهناك الآن داخل حركة النهضة من يدرك أن «استحواذها» على وزارات السيادة ليس في صالحها خاصة مع وجود تغير كبير في ردود فعل الشارع بعد أكثر من عام على حكم الترويكا كما أن مصداقية المجلس التأسيسي تدهورت بشكل كبير لدى الرأي العام الوطني ولم تعد قراراته ومداولاته تستهوي وتشد أنظار التونسيين. هل تكون مبادرة الاتحاد هي الطريق الوحيد للوصول إلى حل..؟