مازال أداء ممثلي الأحزاب بمعتمدية الجريصة من ولاية الكاف وتأثيره في الحياة السياسية والاقتصادية دون المأمول وبقي هؤلاء الممثلون عاجزون عن مجابهة كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المطروحة. يقول السيد حسين الباسطي: إن البعض من الذين كانوا ينظمون الحفلات والاجتماعات لتلميع صورة النظام وخدمة مصالح التجمع أصبحوا الآن يمجدون ويدافعون عن حزب النهضة وهذا لا ينم عن قناعة وإنما تزلفا أو خوفا على مصالحهم وبعد الثورة لاحظت أن ممثلي الأحزاب لم يلتزموا بتطبيق برنامجهم الاجتماعي والاقتصادي الذي وعدوا به المواطنين اثناء الحملة الانتخابية . وهذا ما أدى إلى انعدام الثقة فلماذا لا يقع تنظيم اجتماعات وندوات وحلقات تكوينية لفائدة الشباب مثل مناقشة مسودة الدستور ومسألة الحريات والعنف اللفظي والبدني والمواطنة و التشجيع على بعث المشاريع و أيضا محاولة التصدي لظاهرة الإدمان. فالمخدرات منتشرة وتباع في المقاهي وأتساءل أين دور الجمعيات والأحزاب وخاصة الأمن. وما يستفزك هو الشباب الذي ينتمي إلى أوساط فقيرة وعاطل عن العمل ولكنه يغدق على ملذاته فمن أين له ذلك؟ وهذه المظاهر تؤثر سلبا في التلاميذ والشباب عموما.
ويضيف السيد بوعزيز النعيمي أن الأحزاب بالجريصة ليس لها قواعد سياسية تستمد منها قوتها وقدرتها على التأثير. فممثلو الأحزاب ينتظرون الأوامر والتوصيات من الاتحادات الجهوية فلماذا لا يبادرون ويعولون على امكانياتهم الذاتية وأقترح عليهم تكوين خلايا نشيطة تستقطب الشباب الذي يعيش حالة من الضياع والفراغ الفكري وبالتوعية والتكوين يمكن أن نؤسس لحياة سياسية أفضل ترتقي بالجهة وحسب رأيي لو كانت هناك قاعدة جماهيرية كبيرة لهذه الأحزاب لتمكنت من إعادة تشغيل شركة جبل الجريصة بالحوار والإقناع.
تهميش مشاكل الجهة
ويعقب السيد كمال الطاهري أن نشاط الأحزاب بالجريصة محدود نظرا لعدم اهتمامهم بالأحياء الشعبية والعائلات الفقيرة ومشاكل التشغيل وهذا أدى إلى الاعتصامات والعنف اللفظي أمام غياب الأمن ومن واجب ممثلي الأحزاب عقد اجتماعات بصفة مستمرة وعدم اليأس من التأطير الشعبي والابتعاد عن الخلفيات الإيديولوجية ومجابهة المشاكل بحلول عملية. فهل يعقل أن لا تنظم مسيرة سلمية بشعارات ولافتات تتضمن مطالب لنبذ العنف والوحدة في هذه المرحلة الصعبة. فطرق العمل يجب أن تتغير وتكون مبنية على دراسة تأخذ بعين الاعتبار المشاكل الحقيقية للفئات الضعيفة وتطالب بتسريع إنجاز المشاريع التنموية. وأؤكد على ضرورة تأسيس مقر لاتحاد الشغل بالجريصة الذي سيساهم في الدفاع عن الشغالين ويخفف من الاحتقان.
وفي الختام ينصح السيد عادل العلوي ممثلي الأحزاب بالتفطن لخطورة هذه المرحلة الصعبة لتكون لهم رؤية واضحة وقدرة على استقراء ما يحدث مستقبلا وعليهم أن يهتموا بالمواضيع الحساسة وتشخيص المشاكل بالاقتراب أكثر من مشاغل المواطن حتى لا تفاجأ بعد ذلك ويقع اتهامها بالركوب على الأحداث. وأدعو شباب الجهة إلى تأسيس أحزاب أخرى لإثراء المشهد السياسي والمساهمة في بناء الدولة الحديثة وتكريس الديمقراطية .