أمر جمعية الحمامات مع تتالي العثرات أصبح محيّرا فعلا، فعوض ان يزداد الفريق قوة بعد ان أحرز كأس تونس لأول مرة في تاريخه في أعقاب الموسم الماضي وقبل ان يحتضن لأول مرة في تاريخه كأس افريقيا للاندية تراجع مستواه بصفة ملحوظة ولا تكفي تعلّة رحيل ثلاثة عناصر من المجموعة المحرزة على الكأس لتفسير تلاحق الهزيمة من جولة الى أخرى للفريق. الواضح ان اللاعبين ليسوا مستعدين لتقمص ثوب الفائزين بالكأس وكأنهم تعوّدوا على لعب أدوار ثانوية في مختلف المسابقات الوطنية الى درجة عدم الوعي بالمنزلة التي أدركوها بعد انجازهم التاريخي وعدم قدرتهم على تحمّل المسؤولية المناطة بعهدتهم.
وكأن قدرهم ان يمارسوا اللعبة بعقلية الهواية كل ما يستهويهم هو قضاء فترة للترويح عن النفس من خلال ممارستهم لرياضتهم المفضلة، كأن يقضي آخرون وقتا في لعب الورق او في السينما... وما يحزّ في النفس هو اتقانهم الاستثنائي لكرة اليد والمهارات الفائقة التي يتمتعون بها، الا ان قلة اكتراثهم بما يمكن ان يتحقق لهم واستنكافهم عن السلوك الاحترافي حال دونهم والارتقاء الى أعلى الدرجات!
تلك هي المعضلة الحقيقية لجمعية الحمامات وفشلها في المحافظة على مكسبها التاريخي وهو ما يجب ان يتغيّر بصفة جذرية قبل خوض مسابقة كأس افريقيا للأندية بعد حوالي ستة أسابيع من الآن... والأكيد انه بإمكانهم لو تخلصوا من عاداتهم السيئة ومن عقلية الاستسلام والقبول بالأمر المقضي التي تلازمهم بأن يحققوا انجازا تاريخيا جديدا في مسيرتهم.